الأربعاء، 5 مارس 2014

عمر – هاني أبو أسعد | Omar – Hani Abu Assad


يروي الفيلم الطويل عمر، الحاصل على جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي 2013 والمرشح للأوسكار في دورته السادسة والثمانين عن فئة الأفلام الأجنبية، قصة خباز شاب يتسلقُ الجدار العازل يومياً للانتقال إلى الجانب الآخر من فلسطين المحتلة كي يرى حبيبته ناديا. يخفق عمر "آدم بكري" في إحدى المرات في التسلل من الجنود الإسرائيلين فيجعلونه مثاراً للسخرية حال وقوعه في أيديهم.

 يُخطط عمر برفقة صديقيه طارق وأمجد لعملية "حوَّارة" التي توقع جندياً واحداً فتبدأ قوات الاحتلال بتمشيط المنطقة بحثاً عن قاتل الجندي مما يوقع عمر في الأسر. تحاول المخابرات استدراجه عن طريق "عصافير السجن" لكي يتحول لعميل ويبدأ العمل معهم كي يكشف لهم عن مكان قاتل الجندي.

قد يكون الجدار استُخدم بطريقة رمزية في الفيلم؛ فالجدار في واقعه لا يفصل بين أرض وأخرى فقط، بل يخفي في نصفه الآخر بقايا عائلة، نصف وطن، وقطعة ناقصة في القلب. لكن ما تبقى من الفيلم لا يعكس فلسطين بواقعيتها ولا يصف حقيقة الصراع القائم فيها بشكله الحقيقي؛ فبدل أن يعمل "أبو أسعد" على تعرية كل ما يحدث داخل التنظيمات أو في سجون الاحتلال ويخرجه بصورته الحقيقية عمل على تغليفه بورقة حلاوة كي ننبهر بهذه الرومانسية الحالمة.

عالج الفيلم عدَّة مواضيع كالعملاء و الخيانة، خلافات المنتسبين للتنظيمات والمقاومة إضافة للحب. لكن السيناريو أخفق في أن يضعها في قالبها الواقعي فجاءت مملة وسطحية جداً لا تنم إلا عن جهل تام في حيثيات ما يجري خلف القضبان أو داخل صفوف المقاومة الفلسطينية. فتدريبات المنظمات الفلسطينية لا تتم بهذه الطريقة المبالغ في إخراجها من جوهرها لتبدو ملائكية أكثر من اللازم كأن يتدرب المقاومون في وضح النهار على فرشة مهترئة ثم يبدؤون بالعزف والغناء ويختمون يومهم بقبلة أو رسالة حب.

خيَّم الصمت على أغلب مشاهد الفيلم وافتقرت الحوارات للثراء؛ فقد بدأ الفيلم بطيئاً جداً كلوحة صامتة تشبه مسلسل كرتون تتجمد فيه الشخصيات حينما تشرع شخصية ما بالحديث؛ فلم يضج الممثلون بالحياة البتة وقد يعود هذا لقلة الخبرة لديهم ذلك أن فيلم عمر يعد الفيلم الأول لأغلبهم.

قد يكون الحدث هو أحد ركائز الفيلم الجيد لكن الحدث لا يكتمل دون أن يُعزز بحوارات غنيَّة تضفي عليه الحياة. فأغلب الحوارات في الفيلم كانت قصيرة وضعيفة لا تنم عن إدراك واسع بالواقع الفلسطيني للمقاوم أو للتنظيمات الفلسطينية على وجه الخصوص فلم يتطرق الأبطال لأية أحاديث سياسية على سبيل المثال أو لأحداث تخص القضايا التي من المفترض أنهم يؤمنون بها كمقاومين أو أسرى بل كانت أحاديثاً مبتورة وخالية من أي شكل من أشكال الحقيقة.


أظن أن العالم يجامل ويُقدِّس كل ما هو فلسطيني أكثر من اللازم.

ثناء 

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

في البداية اعتقدت ان الفيلم عن عمر بن الخطاب ..
ففي رأي يفترض أن يكون اسم الفيلم مختلفا ليعبر عن موضوعه مع أن الأفلام التي تحمل أسماء البطل أو البطلة كثيرة، إلا أنها ليست أسماء مميزة.. ثم تفاجأت بالصورة و فهمت..
مشكلتي أنني لا أصدق تمثيل الفلسطيني، نادرا ما يعجبني تمثيلهم :)
وكما قلت فإن القضية تبقى في ألفيلم كأنها مجرد باكغراوند لقصة.

تعجبني طريقة طرحك دوما، كوفيه.
بالتوفيق
elekbas

Unknown يقول...

نقد جميل..ما حضرت الفيلم لكن اشكرك على النقد

ثناء Kofiia يقول...

elekbas, فاتن

شكراً لكن :)