الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الدوامة - مثنى صبح




" هذا ما أحدثك عنهُ يا دمشق؛ إنها حكاية عن الضغينة والهوى "

أقصةُ عشق؟
رُبما
أقصة وطن ؟
رُبما
قصة ماذا إذاً ؟
هي قصة العشق والوطن معاً. قصة تخمر فيهَا الحُب رويداً على رائحة الخيانة، رائحَة الوطن، الغريزة، والسُلطة.هُو الحُب، والحزام عندَما يصير في ساحَة الخيانَة. هي النفسُ التي تُسول لصاحبها من البعيد وتُخبرهُ أن ينقاد للعمالة أو يُفجر سفارة أمريكية. هي قصة الصمود من أجل فلسطين وسوريا، من أجل أن يكون الوطن نظيفاً من الغُرباء؛ الذين قدموا من البعيد كي ينهبُوا خيراتها ويُغربوها. هي الحقيقة.

من أنجح المسلسلات الرمضانية " الدوامة " والذي كان مأخوذاً عن رواية " الضغينة والهوى " لفواز حداد. استعمر العمل على المسلسل فترة طويلاً، أي عدة سنوات ولو كانت المسلسلات ستكون ناجحة بهذا الشكل فلتأخذ سنوات كثيرة ولكن لتكن مميزة مثل الدوامة ، يبدأ المسلسل بتوضيح ماهيَة الرسالة :" ماتوخيته ألا أحجب بأرائي أحداثا كتبت عنها ولم أؤثر فيها، وأشخاصاً أكتفيت بذكر ألقابهم الرسميه بطلب أو دون طلب منهم، وآخرين بأسمائهم الحقيقيه لأنهم أعلنوا عنها بصراحة. ببساطه شديدة؛ أنا الراوي. "
يعالج المسلسل قضية الأجانب الذين يودون نهب خيرات البلاد العربية، النفاق، والانقلابات السياسية ، والنفوس التي تحمل الشر والخير وتتأرجحُ في هواها.
يحصل حسين طرواح على بعضٍ من الأوراق المهمة التي تُبين وجود النفط في سوريا. ويبدأ الصراع عليهَا، وتتكاتف شبكات التجسس كي تجد الأوراق وتحصل على النفط. وهنالك العين الساهرَة التي تعرف أن معرفة الأجانب بالنفط سيكلف الوطن الكثير، والعين الناعسة التي تعرف أن النفط سيأتي بالمال. ولأن للعدو قدرات خفية دوماً وأيادي سوداء تخرُج وتلتقطُ ما تريد. كان لا بُد من وجود العملاء الذين يملكُون أموال البلد حتّى يُسهلوا الأمر لهُم وينقلب الجيش وتُدمى سوريا ودمشقُ !

كانت اختيار الممثلين هُو الحلقة الأقوى في المسلسل. فالترتيب الذي جاؤوا بهِ مناسب تماماً. نجاح سكفوني في دوره الذي يمارسه دائماً. فهو إما أن يكون رجلاً غنياً، أو رجل حرب – في معظم الحالات -  وهذا ما لا أراه جيدا بالنسبة لممثلً. باسل خياط كان دوره مفاجأة ! كانت دوراً رائعاً ومناسباً ولا يزال باسل يُثبت لنا – أو لي على الأقل – بأنهُ ممثل قدير. أيمن زيدان، عاد مجدداً بدور مناسب. سلوم حداد قال بأن دوره سيكون مفاجأة. لم يكن مفاجأة كبيرة لأن سلوم كثيراً ما يكون دوره " رجل حرب " ولكن اتقانه للدور كان رائعاً. سلوم حداد يستطيع أن يتشكل في أكثر من شكل بسرعَة كبيرة، وهو ما يجب أن يتصف بهِ كل ممثل. كان هنالك إدخال مناسب لوجوه جديدة وشابة مثلت الجامعات والأحزاب السياسية " وهم خريجي الدفعة الأخيرة من معهد الفنون " .
كانت الموسيقا رائعة كثيراً وقد ألفها " طاهر ماملي " بعد أن كان من المتوجب أن يقوم بها " طارق الناصر " .
هناك فقط جزء صغيرٌ لو اعتنى به المخرج لكان المسلسل كاملاً. احتوى المسلسل على ثلاث لغات: عربية، انجليزية باللهجتين البريطانية والامريكية، والفرنسية. كانت الفرنسية سليمة ولكن الانجليزية كانت في غاية الغرابة. فهي لا تمت للهجة الامريكية ولا للبريطانية بأية صلة. فسيستغرب المتلقي أو المشاهد أن يكون السفير الامريكي يتحدث بلهجة ركيكة ،وواضح بأنه إما حفظ النص أو أنه يعرف أساسيات اللغة فقط.

الدوامة ، هُو المسلسل الذي يجب أن يكون، كان كاملاً؛ المشهد الذي افتتح به والمشهد الذي انتهى به كان في غاية الروعَة وقوياً. لن اتردد في شراء ال DVD  الخاص بالمسلسل ومشاهدته مراراً وتكراراً. من أفضل ما شاهدت في حياتي.


هناك 7 تعليقات:

رجل من ورق يقول...

اخيتار الممثلين كان رائع والمثنى صبح مخرج بيعرف كيف يشتغل باحتراف
من اهم ما قدم هالسنة

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً رجل من ورق
بالفعل مثنى من المخريجن الرائعين .

يا أهلاً.

ثناء Kofiia يقول...

فت هلا ع مدونتك وانتبهت انك كاتب عنو.
انا حسيت انو اختصار ال 7 رؤساء بالعكس شغلة أقوى. لأسباب :
1- الوقت غير كافي .
2- رح تنمط الاحداث بالتالي المسلسل رح يفقد كتير شغلات منو..
3- رئيس واحد بمثل 7 شغلة ذكية حسيتها.

Mothanna يقول...

مثنى مبدع...
بتوقع انه راح يكون من مخرجين المستقبل الواعدين في سوريا....قدم تقريبا اربع مسلسلات جميلة..وبتستاهل المتابعة..الدوامة كنت قد قررت اني احضره..بس راحت علي حلقات كتير..فانقطعت عنه..كاني بتذكر المشهد الاول بطلع فيه باسل خياط...كلن مشهد معمول بطريقة حلوة كتير..وهو مشهد طويل بعض الشيء
على فكرة...المثنى كتير بلاحظ بمسلسلاته مشاهد طويلة خاصة بمسلسل على حافة الهاوية..

ثناء Kofiia يقول...

أيوااااا أنا أول مشهد ساحرني بشكل مش طبيعي. حبس نفسي :D
وهو ع فكرة بيجي باللقطات الاخيرة للمسلسل :) طريقة اخراجه كانت أكثر من رائعة.
المثنى بقدر يمسك العناصر بحيث انه ما يحسسك انه المشهد انتكس او في غلطة ! وبختار الشخص المناسب للمكان المناسب وهاي الشغلة كتير مخرجين مو شاطرين فيها.

انا لو رجع وانعاد بدي ارجع احضره :)

اهلين مثنى ..

Lina Aude يقول...

الدراما السورية السنة بالمجمل على مستوى راقي ، الدوامة و قاع المدينة حبيتهم كتير و في زمن العار يلي شوي فقد جذبه للمشاهد بالنص بس رجع بنهاية مؤثرة ، المثنى صبح من أيام على حافة الهاوية و أنا واقفة ع حدها لهلأ ، معروف عنه و هاد واضح بأعماله إنه بهتم بكل التفاصيل و بتكون كلها مجتمعة عبارة كائن فاخر للاستمتاع فيها فقط ، اختيار الممثلين ، اللبس ،موسيقى الشارة و غيرها من تفاصيل.

ثناء Kofiia يقول...

اهلين لينا.
كان نفسي أحضر زمن العار. سمعت انه حلو. بس ما كان الوقت مناسب.
انا حتى حسيت تطور واضح بالدراماهالسنة.

نورتي لنوش.