الاثنين، 13 يوليو 2009

ورشة سيناريو - غابرييل غارسيا ماركيز




تضم ورشة السيناريو ثلاثة ورشات متفرقة أتمها ماركيز خلال عدة سنوات مع مجموعة من كتاب السيناريو والمخرجين، وهي : كيف تُحكى حكاية، نزوة القص المباركة، وأخيراً بائعة الأحلام. في الكتاب الأول كان يأتي أحدُهم بحكاية بسيطة، قد تتألف من سطر واحد أو فقرة واحدة أو بداية لحلقة معينة أو حتى مشهد صغير ويعمل الجميع على حشو القصة بتفاصيل صغيرة كي تصير حلقة كاملة. لقد كان عليهم إتمام ما يُقارب الثلاث عشرة حلقة تلفزيونية على شاكلة قصص غرامية. وبدأ الفريق بإتمام الحلقات والعمل على بلورة الفكرة للخروج بسيناريو مُتقن. بينما في الكتاب الثاني كانت هنالك قصة مُعينة يحكيها أحدهم ويبدوؤن بإعطاء الملاحظات والأفكار لكسو القصة بكنزة شتائية دافئة، دون الإخلال ببناء السيناريو. وفي الكتاب الأخير تعرضوا لسيناريو واحد اقتُبست فكرته من إحدى قصص ماركيز القصيرة. وكان عليهم إتمامه على شكل ست حلقات تلفزيونية معنونة ببائعة الأحلام.

تُعد هذه الورشة عملاً ليس رائعاً فقط وإنما مُهماً ومُلهماً؛ فهي تُعطي فكرة عامة عن كيفية كتابة السيناريو وإخراج الفيلم. وكيفية العمل الجماعي الإبداعي كما أسماهُ ماركيز حتى يصلوا لفكرة مُقنعة للجميع يعملون كُلهم من خلالها. يتُيح الكتاب أيضاً فُرصَة للتعرف على كيفية ترتيب المَشاهد بشكل دقيق وحشوها بتفاصيل تُفيد الفكرة الرئيسية للموضوع والابتعاد قدر الإمكان عن المشاهد التي تُبعدنا عن الفكرة، أو التي تشوه العمل ولا تُضيف لهَ أي شيء، أو تلك التي تُربك العمل فتجعل المُشاهد غير قادرٍ على فِهمِ العمل بشكل دقيق.

لقد كانت طريقة نقد ماركيز للسيناريُوهات التي تُقدم للورشة دقيقة كثيراً وصريحَة. وكان يلجأ دوماً للعديد من الأفلام لإظهار أوجه المقارنة بينها وبين التي تُعرض في الورشة، ولإبراز الأخطاء التي وقعَ الغيرُ فيهَا ولا يشاءُ لأي من المشاركين أن يقعوا فيها. كانت طريقة ماركيز في النقد مثيرة للغايَة الأمر الذي جعلني أتساءل هل تدخل في سيناريو روايته " الحب في زمن الكوليرا " ؟ شاهدتُ ترايل الفيلم ولم يُعجبني وحاولت أن أشاهد الفيلم أيضاً ولكنني لم أكن قادرَة على إكمال العشر دقائق الأولى منه لأنه خرَج عن الفكرَة الأساسية للرواية. فيتخلصُ الفيلم في علاقات البطل فقط وإبرازها بطريقة جارحَة للحياء. يجعلُني هذا أتساءل، إذاً هل كانت الغاية من الفيلم تجارية فقط ؟

أثار استغرابي إحدى القصص التي ذكرت في الورشة والتي كان اسمها : الموت في سامارا. فهنالك حلقة تلفزيونية لمسلسل مرايا 2003 تُشبهها حد التطابق لا شيء يختلف سوى الأسماء " أسماء الشخصيات والأماكن " . لا أعرف هل هي قصة شعبية مثلاً؟ أسطورة ؟ معقول ؟ أو أن كاتب حلقة مرايا تلك نسخ الحلقة بشكل كامل ؟ أو أنها أفكار متشابهة فقط لا غير ؟

قد يبدو للوهلة الأولى نص سيناريو بائعة الأحلام يعود لفكرة رمزية معينة رُغم أن ذلك غير صحيح البتة. فالقصة رغم بروز الرمز فيها إلا أنها لا تمت لهُ بصلة. فهي مُجرد بنات أفكار فنتازية من قبل المشاركين في تلك الورشة أدت لظهورها بتلك الطريقة وأظن أن السبب المباشر كان تحميس المُشاهد أكثر لمعرفة ما سيجري خلال الحلقات.

الورشة لذيذة على أية حال وعمل لا يُفوت .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بتعجبني ورشات السينما كتير....لدرجة اني بصير بدي اشارك فيها....وين بنقدر نشوفهم الافلام؟؟

على سيرة مرايا 2003.....مرايا كتير كانو يمثلو حلقات باقتباس من قصص شعبية وعالمية..
شو موضوع الحلقة الي بتحكي عنها؟؟

ثناء Kofiia يقول...

أهلين ..
ورشات السينما حلوة كتير ومفيدة بنفس الوقت.
قصدك الافلام اللي ناقشوها بالرواية؟ هما ما ناقشوا أفلام، ناقشوا سيناريوهات لحلقات تلفزيونية. ما عرفت ادور عليها لأنها أكيد بالاسباني او البرتغالي. وانا قريتها بالغربي :)

ما بتذكر اسم الحلقة لكن بتذكر الاحداث.
وقت يكون زلمين قاعدين كل واحد بيحكي عن الشغيل تبعو. واحد بقول شغيلي انو اللي منيح فيو انو بجيب زباين والتاني بحكي عن انو شغيلو أمين وهيك يعني. وبضلوا يحكوا فجأة ما بتلاقي الا شغيل واحد فيهم داخل عليهم - بكونوا قاعدين بمحل الشغل لانهم - وبصيروا يقول شفتو يا معلمي شفتوا ورح يقتلني وبخوف .. المعلم بنصدم وبحكي ولك مالك ايش صايرلك ليش هيك شبو شغيلي ؟ بعد هيك بحكيلو انا بدي اهرب خبيني وبسافر ع ضيعتو عشان يهرب منو . بكون بعد هيك المعلم بمشي بالشارع بلاقي الزلمة اللي خاف منو شغيلو وبصير يحكيلو ليش خوفتو ؟ وليش وليش :) بحكيلو انا استغربت كيف انو هون لأني انا لازم اخد روحو اليوم المسا بضيعتو - بكون بمثل على انو هو ملك الموت :\ -

الموت في سامارا نفس القصة بالضبط :)

يا اهلين