الاثنين، 16 مارس 2009

أحكي ..


الصورة من تصوير : bestraw

لهذا الصباحِ تسريحَةٌ مُهترئَة ، غيرُ مُنظَّمَة وفَوقها قُبعةٌ سوداء. هذه الصَباحات التي نَرَى النُور معكُوساً فيهَا لا تنتهي إلا بصُورَة مُهتزَّة. ينقلبُ كُل شيءٍ أمامَنا، لا شيءَ يظلُ على حالهِ، لا البشر ولا السَماوت والأرضِ. رأسي يدُور في الفراغِ بسُرعَة شَديدة ويحملُ ظَلاماً حالِكاً في جَوفهِ حُفْرَة.
أعيدُ ترتيبَ الأوراقِ بسُرعَة، أرفعُ شعري عالياً فالحرُ صار شَديداً ومن الأفضلِ أن نبدأ بترحيل الملابس الصُّوفية من خزائننا لفصلٍ آخر قَدْ يأتي بعدَ سَنة، وقدْ لا يأتي. فالشتاءُ هُنا غدَّارٌ ولئيمٌ. فهُو ينثُر الثلجَ في كُل العالم الآنَ وقدْ منحنا ظَهرهُ الحاميَ. إننا لا نتذكرُ قسمات وجههِ ولا حتَّى شكلَ نُوَّارهِ أو ريحهُ. سيأتي الصيفُ قريباً، إنَّهُ يشدُ متاعهُ الآنَ، يُرتب شُنَتهُ استعداداً لقضاء شُهورٍ طَويلةٍ عندَنا. إنَّهُ الآن يضعُ مكياجهُ حتّى لا نُميز شكلهُ فنُبعدُه. يضعُ واقياً من الشمس ويُهجرُ أطفالهُ لأوروبا كَيْ يلعبُوا برجلُ الثلج .

أتبعُ غَيمَة هَربت من كُوَّة السماء ليلاً، أرمي إليهَا بسرائري فتفتحُ يدهَا كيَ أتلُو صلاةً. أنتفضُ وأمسحُ على وَجهي بمنديلٍ مُطرزٍ . في الليل لا أحدَ يقطعُ الشارعَ، هُنالك صَوتٍ لصفيرٍ مُتكرر | يأنُ الليلُ . يحكِي قصتهُ، ويقرأ قصيدَةً على مَسمعي. أجلسُ على طرفِ بُحيرَةٍ عَذبَة، تنُوح الريحُ، تبكي الأشجارُ، والليلُ أخرسٌ عدا ذلكَ الأنين.

هناك تعليقان (2):

عَوسَجْ يقول...

..

ولن يسمعه أحد سواكِ

لا تدعيه يؤرقكْ

: )

كون ِ أنت ِ ../

،،

ثناء Kofiia يقول...

أنا تماماً " نفسي "
أهلا بك :)