السبت، 7 فبراير 2009

عائد إلى حيفا

أُخذَ مسلسل عائد إلى حيفا عن رواية الأديب الفلسطيني " غسان كنفاني " ورُغم أن الرواية قصيرة جداً إلا أنها قد حدثَ وصارت مسلسلاً تلفزيونياً عُرض في سنة 2004 . يتكون المُسلسل من 25 حلقَة . من إخراج : باسل خطيب ومن بُطولة : سلوم حداد، نورمان أسعد ، سامر المصري، و صباح الجزائري.

يبدأ المُسلسل من بدء دخُول إسرائيل للأراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها وذلك بعد عهد بلفور بمُساندة من بريطانيا التي تركت فلسطين بعد أن تمكنت إسرائيل منها وأعلنت نفسها دولة مُستقلة صادق عليهَا الجميع. حدثت العديد من المجازر التي أدت لتهجير الكثير من الفلسطينيين وخُصوصاً أهل الـ 48* والكثير منهُم تركوا بيوتهم ، مدارسهم، اعمالهم، حقولهم ، ورُبما أطفالهم ! فينسى سعيد وصفية طفلهما الرضيع " خلدون " في المنزل ، وحين يتذكرا ذلك يكُون الوقت قد تأخر جداً وتكون حيفا قد صارت منطقة عسكرية مُغلقة لا يُسمح لاحد بالدخول إليهَا. يُحاول سعيد ، يحاول عدة مرات وتدفعُه صفية لمرات أكثر. فالمرأة قاصرة عن التفكير في أوقات مشابهَة. تريد ابنها حتى لو صار في زاوية أخرى من العَالم. ينتقلون بين القُرى والمُدن، من حيفا ليافا وعكا ولرام الله بعد ذلك وتحديداً مُخيم الجلزون .

لم يشمل المُسلسل على قصة صفية وسعيد فقط. بل قام كاتب السيناريو بإضافة قصص أخرى من منظوره أضفت طابعاً جميلاً للمُسلسل وجعلته لا يصف وجع سعيد وصفية فقط ، وإنما يلم باوجاع العديد من البشر الذين هُجروا في ذلك الوقت . وأخذوا ينتظرون العَودة للوطن؛ لحيفا تحديداً.

كانت صفية تحلُم بالعودة لحيفا لكي تأخذ ابنها خلدون، تمُر السنون ويكبُر خلدون في عائلة يهودية أخذت تُربيهِ على تعاليمها . وتنجب صفية كذلك خالداً الذّي يُقرر الالتحاق بصفوف المُقاومَة.

استوقفتني اللهجة خلال مُشاهدتي للمُسلسل. كانت هُنالك عدة أخطاء استطعتُ ملاحظتها في اللهجة. فسعيد كان يقول : الدُنيا هاي ... ، رُغم أننا نقُول : الدِنيا هاي .. ، ويقُول كذلك : كُرمال شُو ... ، رعم أننا نقول : عشان شو ...

المُسلسل موجع كثيراً وقدْ أثار حُزناً كبيراً على الأحداث التي حصلت، فالكثير منهُم تركوا فلسطين ورحلوا للخارج لأنهُ قيل لهُم أنهم سيعودون بعدَ أيام قليلة ورُبما شهور ، ولم يعرفُوا أن هنالك من ساوم على رقابهم وعدم عودتهم للوَطن، والمؤلم أنهُم يعيشون الآن في مُخيمات في دول شتى وفي ظُروف جداً سيئة لا تطمحُ الدول لتغييرها أو العمل على الارتقاء بها لأن التفكير في المُخيمات هُو آخر همهم.

أشكُ أن هُنالك شعباً تعب وعانى وصبر مثلنا نحنُ الفلسطينيون. ورُغم أنهم يقولون أن الصبر مُفتاح الفرج ، إلا أن الفرج هذا حمل متاعهُ منذ أكثر من ستين سنةٍ ورحل بعيداً .

* نسبة لتلك الأحداث " النكبة "

__


رُبما لا شأن لها في المُسلسل ولكنها لأجل حيفا :) ..

" أنا لا أعرف حيفا .. لكني أراها في حلمي، حيث وما بعد حيفا ستزهر في حلمي، أنا عائد مع شباب هُم عادوا إلى ما بعدك يا حيفا وإلى القدس إن رادوا .. "


ليست هناك تعليقات: