السبت، 7 فبراير 2009

لا أعرف الشخص الغريب*

لا أعرف الشخصَ الغريبَ و لا مآثرَهُ ...
رأيتُ جنازةً فمشيت خلف النعش ،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماًَ . لم
أجد سبباً لأسأل : مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ ؟
و أين عاش ، و كيف مات [ فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة ] .
سألتُ نفسي : هل يرانا أَم يرى
عَدَماً و يأسفُ للنهاية؟ كنت أَعلم أنه
لن يفتح النَّعْشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ما الحقيقة؟]. رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
و لم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
[فالأحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون] ولم
أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب و ما اسمه؟ [لا برق
يلمع في اسمه] و السائرون وراءه
عشرون شخصاً ما عداي [أنا سواي]
و تُهْتُ في قلبي على باب الكنسية:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ ، أو قاتلٌ... لا فرق،
فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت.. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون...
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ
من بينها: خطأ كبير في القصيدةْ!

* محمود درويش

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عندما أستمع اليها، وفي المقطع الذي يقول فيه درويش [ ما الحقيقه ] وأيضاً عندما يقول [ هل يرانا أم يرى عدماً ويأسف للنهاية ] هنا أشعر أن القصيدة تنتقل الى عالم آخر لا نعرفه

ثناء Kofiia يقول...

أسعدني مرورك ثائر..