الجمعة، 20 فبراير 2009

-



لستُ من النوع القادر على خلق أفكار في ظرف ثانية أو الاتيان بأمثلة والخروج بقرارات سريعَة . احتاج دائماً لوقتٍ للتفكير والخروج بهيكل خاصٍ لي مُناسب لوقتي ولعملي ولوضعي . لا أحب أن أتسرع كثيراً في قراراتي لأنني ساندمُ كَثيراً وسأعود أدراجي دَوماً.

تُعجبني أسئلة دكتور الادارة رُبما لأنها سريعَة ومن دُون حل ، تحتاج لتفكير طَويلٍ. فهَو يضع الشخص تحت حالةٍ صعبَة من دُون أن يخرُج بقرار مُعين. تُعجبني لكنتُه الفرنسية. ونكاتُه الفرنسيَة، وبرجُ إيفل الصاعد في عينيه. أفكر في السفر لباريس، لا لكي أرى برج إيفل. بل لكيْ أتقنَ اللكنَة الغريبَة المنطوية تحت لسانهِم وأخرجَ بصباح مُختلف. أحب كُل شيء فرنسي. تُعجبني الأغاني الفرنسية كثيراً ولها مكانُ كبير بين سجلاتي وكَثيراً ما أدخل القرص المتحرك في السيارة لكي يصدحَ بصبحية فرنسيَة وحنجُرة تُغرغر كحنجرة إديت.

أحب حصص الاناتومي رُغم أنها المادة الأصعب في جدولي ولكنني أكتشفُ في كل مرة معلُومات جديدة وأموراً في غاية الروعة. أقفُ مشدُوهَة، يُطالعني الدكتُور بنظرات غريبَة عندَما أضحك أو أقُول : يا الله عنجد هيك بصير ؟ يا سبحان الله ! تسألني الدكتُورة الأخرى ما تخصصك ؟ وتُعيد عليَّ بعدَ كُل مُختبر : هل تعلمتِ شيئاً جديداً ؟ أهزُ رأسي وأقول لهَا أنني مُستمتعَة. وأعود للبيت أشم رائحَة الدم بينَ كفي . أكرهُ الدم وأشمئزُ من رائحته وشكله وأخاف أن يُغمى علي لو رأيتُه. ويبدُو أننا سنتعَاملُ كثيراً من الدم والمخلُوقات الغريبَة هذا الفصل. عندَما عُدت البارحَة من المُختبر غسلتُ يدي مرات كَثيرَة. سألتي عمتي : ما المُشكلة ؟ قلتُ لهَا أنني أشعُر أن رائحَة الدم عالقَة في يدي . أريدُ أن أتخلص منهَا ! كنا نمزح دَوماً في مُختبر الكيمياء ويقول الدكتور بأنه سيأتينا بسمك نتسلى عليهِ خلالَ انتظارنا على ال water path وأخبرهُ أننا سنرى إذاً في النهاية سمَكان مسلوقاً ! وعندَما أحاول إعادَة الكرة هُنا تقفُ أمامي قَوانينُ جَديدة، أي أنهُ عليَّ أن احترم الحيَوان الذي بينَ يديَ رُغم أنني سأقدم على قتله ! وبأنني يجب أن لا أعرضهُ لأي أذية مادام المُحاضر لم يطلب مني أي شيء وبان الحيوانات مخلُوقات جميلَة يجب أن نُحيطهَا بالراحَة ، على الرغم من أننا سنقتلها ! لا أحب الحيَوانات كثيراً وأخافُ قتلها أعني : أخافُ بعضها وأكرهُ بعضهَا وأحب القليلَ منَها ، البارحَة رأيت من ضمن التجاربِ ضفدعاً يُسلخُ !

أخبرتني صديقةُ لي أنها منذُ زواجها صارت تشعُر أن الأمان أكبر. رُبما لأن هُنالك رجُلاً يقفُ خلف ظهرها ويراها هيَ فقط. أخبرتُها أنني شعرتُ بالأمان منذ أن صرتُ بمثابَة الأم منذُ سنواتٍ كَثيرَة، وفي أنني صرتُ صاحبَة قراراتي السيئَة والساذجَة والجيدَة ولا أحدَ لهُ أن يعبث مَعي أو يُجبرَني على شيء لأنني مثلَ مُربيَّةٍ صَغيرَة تُفكر ماذا ستُعد على الفُطور لأطفالهَا الصغار. تقُول جُمانَة : منذُ أن انهيتُ الثامنَة عشرة أخبرني والدي أنني اليَوم حُرة وفي أنني سأتحمل قراراتي مهمَا كانت سيئَة او ناجحَة ؛ فأنا مسؤولة عن دراستي وأموري الشخصيَة الأخرَى.

ليست هناك تعليقات: