الأربعاء، 7 يناير 2009

أنتَ وَحدَك !


الطِّيبْ . الحنُون. القاسي. المؤلم. المَجنُون. المُتعب. طَويل البَالْ. الغاضبْ. الهادِئ. المجبُول برائحَة الجنَّة. الخارج من قُبعَة ساحِرْ. المُتسلط. الخَشن. المتدلي على غَيْمَة. السابح في روايَة. العازف على هُدُب قَصيدة. الندي كعُشبٍ أخضر استيقظ من غَفوةٍ مُمطرَة. اليراعُ المُتفتحُ . الثائرُ كبُندُقيَّة ترمي الرَّصاص. النائمُ على كتف بتلَة. البعيدُ كنجمَة ترمي ضُوءها بعدَ ملايين السنين. البريء كطفلٍ مازال مُختبئاً في القِماط. الفرعُ المُورق. الطفلُ الكَبير الذي أشيخُ مَعهُ . الذّي يرميني لحُلُم عميق بضحكَة. الذي يوصلني للهاويَة بلحظة غضبٍ. الذّي يخافُ عليَّ رُغم غضبهِ مني. الهائم في بحرِ هذياني. النُور الذي يمُدُ أصابعهُ لصدري وينتشلُ قَلبي وينفُضُه. الوَرقَة التي أسطرُ عليهَا أيامي. عُلبة الألوان التي أرسمُ فيهَا قُلوباً مُلونة. القلبُ الذّي يكبُر معَ أنيني وضحكتي. شجرةُ التوت التي أختبئ تحتَها. الزاجلُ الذي أرسلُ معهُ أسراري . الصبيُ المطعمُ بالسمار الذي يحكي لي قصَّة كُل ليلة قبلَ النومِ ويضحك. الصلاةُ المسمُوعَة. ترتيبلُ الثُلُث الأخير من الليل. الضحكَة الهائمَة في الفراغ. الحُزن الذي لا أحتملهُ. الكفُ الكَبيرَة التي تُطوق راحتي وتفردُهُما ياسمينَة. الصدرُ المليءُ بالغيث. الآيَةُ التي عَرجت من السماءِ. قوسُ قُزح الخارجُ من كتف غيمَة بعدَ مطرٍ طَويل. الحكايَة المنسُوجَة شتاءً. آب الذي يسرقُكَ مني ويهُرب. العُش الذي يغفرُ خطايا الطيُور. الأمل الأبيض المُبصر للمَدى الطَويل. كسرةُ الخُبز التي أصحبُها مَعي أينَما أذهب. كُوة السماء التي تتسعُ ليَ وَحدي. الصَوتُ المدسُوس في رئتي ويهطُل علي بأغاني فرح. الحبُ الذي تذرُوه الريحُ في تُرابي الخَصب. الأنشُودَة التي صيَّرها القُدماءُ أسطُورَة. الزندُ المُطوق بإكليل حُلم. الفكرَة التي تنبثقُ في غمرَة قُبلَة. الصدى الطَويل الذي لا يَنفكُ عَن ترديد آخر حديث لنَا. الأغنيَة التي لا تنطفئ. النُوتَة التي ترتعشُ في تطايُرهَا. قنينةُ عطر الياسمين التي أرشُها على معصمي فتُزهر. صفحةُ الماء المشدُودة على طرف عين بنية. الشوك الذي يُجبرني على أن أعض اصبعي لتُقبله. الهدوء الذي يُخبئ عتمة الليل في جيبه كي لا يستفيقَ. الملاكُ الذي يخفيني تحت جناحهِ. النشالُ الذّي قلب قلبي بين يديه. الرغبةُ الأخيرَةُ التي تأتي فَجأة في الظَلام فتُحكلُ شفاهَك. نُوار اللوز الذّي يميلُ على صدري ويُثمر. البلدُ القَديمَةُ التي أشدُو لها أسراري. أنت الصوتُ الذي لا ينطوي .. أنتَ وَحدَك كُل شيء !



ل الصُوت الكبير بالسَما
.

هناك 14 تعليقًا:

غير معرف يقول...

ما كل هذا الجمال يا كوفية
أنت مجنونة مجنونة !!
روووووعة
كيف إستطعت الوصف بهذا الشكل الغزير

نص إستثنائي غير عادي

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً مجنون ليلى
هُو بعض مما عندكم :) .

سلمت .

غير معرف يقول...

لقد وصلت رسالتك ،،

عليك أن تكوني أكثر مبادرة
وإنتظري رداً قادماً على الرسالة

غير معرف يقول...

هنا عليّ القول أن الوصف في هذه الخاطرة تحديدا جاء سليما كذلك التشبيهات جاءت متناسقة، على عكس ملاحظاتي التي تعرفينها سلفا حول عدم تناسق التشبيهات التي تدسينها في النصوص. حتى الأخطاء اللغوية معدومة هنا إلا من حرف أضيف بخطأ مطبعي.

غزارة الكلمات والمشاعر هنا تزيدني فخرا بك يا كوفية...

دمت بود...

ثناء Kofiia يقول...

ساعي البريد
لم أفهم حقيقة ردك.
عموما اهلا بك قارئاً.

ثناء Kofiia يقول...

حمودة ،
الانسان بطبيعة الحال يختلف بين ما كان يكتبه قبل ثلاث سنوات او سنتين وما يكتبه الان .

كُل الشكر \ سلمت .

غير معرف يقول...

:
شهيّة .. جداً .

ثناء Kofiia يقول...

دانتيل ،
ُكُل الشكر عزيزتي (L)

سراب .. يقول...

كوفية ..

انتِ وحدك ... عبقية بلون كوفية نقية ..

ثناء Kofiia يقول...

خرافية ..
تسلمي عزيزتي :$

إغفآءَةُ طفل يقول...

يالها من أوصآف ..

كوفيه ../ نصُكِ :
أو بالأحرى ../ هذيآنُكِ :
مُبدِعٌ حد الثمآله ..
مؤرِقٌ حد الجنون ..
مُذهِلٌ حد الذهول ..!

أخذتُ نفسي في جولةٍ في ( البلد القديمه ) ..
بآحِثاً عن .. ( كآمِل الأوصآف ) المنشود ..
فأيقنتُ انه للابداع مكآمِنٌ أخرى ..

رسمتيها على صفحة الخيال ..

دُمت كما تُحبين ..

ثناء Kofiia يقول...

شكراً لك عزيزتي .

رشا فرحات يقول...

تحياتي لك، لقد قرأت في مدونتك الجميلة كلمات رقيقة لم أقرأ ما يشبهها أبداً..تقبلي تقديري، واعجابي الشديدين

ثناء Kofiia يقول...

مساء الخير رشا ..
تسلمي يا رب .. سعيدة بكِ وبتعليقاتك الجميلة .