الأربعاء، 7 يناير 2009

البحر والسم - شوساكو إندو

في مُستفشى في إحدى المدن اليابانية وتحديداً فوكوكا . يتفق أطباء عدة على استغلال الأسرى الأمريكان لأبحثاهم التي تخُص مرض السل. تعجُ الرواية برائحَة الموت، المُخدر، الدم ، الحرب، القنابل والشظايا. هي رواية انسانية تُعالج قضايا كثيرة من بينها الإيمان والانسانية ، و الاخلاق.


تفتتح الرواية بمريض يتردد على عيادة لاحد الأطباء ويستغرب أن الطبيب ماهر لدرجَة كبيرة مما يُثير الريبة لديه. فلا يجب لطبيب ماهر أن يظل حبيس عيادة صغيرة في قرية هادئة لا يقترب منها أحد. وعندَها يُقرر العبث بملفات الطبيب، التحقيق ؛ ليعرف : السر الكان وراء الطبيب .


في مُستشفى يرعى مريضي السل ، يُحاول أن ينفض الحياةَ بهم بإيجاد علاج مُناسب. يشترك عدة أطباء و ممرضين بالعمل على تشريح الاحياء من الاسرى الامريكيان والقيام بعدة تجارب على رئاتهم ومراقبة الحويصلات الهوائية، الضغط، الدم الذي ينزف، المدة التي تستغرقها الرئة في الضخ، كمية الهواء المغروس خلال الأوردة ليُميت ، و كمية الملح التي قد تؤدي للوَفاة.


في الرواية بعدٌ أخلاقيٌ عميق. فعندَما يصيح طبيب بآخر بأن لا إله في الكون مما يعني أنه لا عقاب هُنالك سيصيبنا ولا تأنيب ضمير، مما يعني أن العبث هُو أساس الحياة ! ولكن ذلك غير صحيح فيُفتح باب الذكريات القديمَة وتبدأ أعمالهم السيئة بالظهور كي يعرفوا أن هُنالك ضميراً لهُم يعمد على تأنبيهم لأن ما يقومون به مُنافٍ للانسانية.

هل يستطيعُ العاقلُ حقاً أن يعمل على قتل عدوه واستغلال مرضه من أجل أن ينهض بشعبه ؟ هل استغلال المريض حتى لو كان أسير حربٍ مسموح ؟ أعني : هل النفس البشرية مريضة لهذه الدرجة ؟ أو أن الإيمان في العقول يصير فارغاً في الحُروب ويسمح باستغلال أجساد الأعداء لتجارب وكأنهم فئران ؟


تتيح لنا الرواية التعرف على إجابات الاسئلة هذه كُلها، بمزيج من الألم، الحُزن، و القلق .


ليست هناك تعليقات: