الأحد، 23 نوفمبر 2008

وَرقَة شَجر أو ورقَة منْ كتاب ؟


أنتَ تقرأ وتتنفَّسْ ولكنك في نفس الوقت تمنعُ البيئة من التنفس بأعداد الأشجار الهائلة التي تُقطع لكي يُصنع منهَا الكتاب. يُقال بأن عشرات الأشجار تُقطع لإنتاج أطنان من الورق. فمابالُك بآلاف الأطنان من الكُتب ؟ والمُحزن في الأمر أن الشجر الذّي يتم قطعهُ هُو شجر يبلُغ مئاتَ الأعوام، فكم اعوماً سننتظر حتّى تنبُتَ هذه الشجرة من جَديد ؟

لا يستطيع أحد أن يَقُول بأن الورق يتم إعادة تدويره لأن ذلك غير صحيح . ما يتم تدويره هُو فقط 10% من الإنتاج الكُلي للعالم. مما يعني بأن قطع الأشجار في ازدياد .

هُنالك جمعية أجنبية قامت بعمل جميل وهُو مُقابل خمسة كُتب تشتريها منها ستقُوم الجمعية بزرع شجرة . كما أن بعض المؤسسات الغربية تعتمد في كُتبها على الورق الذي يتم إعادة تدويره ، وأظن بأن هذا الاهتمام ينحصر على الغرب فقط فلا أتوقع وُجود مؤسسة عربية مثلاً تقُوم بالعمل على تدوير الورق لأجل الحفاظ على البيئة. البيئة العربية زبالة ولن يعتادوا على النظافة . رُغم أننا درسنا في الابتدائي كيفية تدوير الورق في منهج التكنلوجيا ، وقُمنا بتدوير الكثير من الورق يدوياً كانت النتائج جميلة رُغم صعوبة العمل . كما أننا درسنا أن النفايات يجب أن يتم الفصل بينها. بمعنى أن هُنالك حاويات للبلاستيك الذي يتم تدويره، حاويات للبلاستيك الذي لا يتم تدويره، حاويات لأشياء أخرى وهكذا . وعربيَّاً لا أعرف إن كانت هذه السياسة يتم تطبيقها . قد يكون الكتاب الالكتروني بديلاً جيداً في ظروف كهذه ، ولكن الكُثر – مثلي – يمقُتون القراءة الالكترونية . أعني للكتاب سمات مختلفة ، فتكفي رائحة الورق وطريقة تقلبيها في إدراك أن الكتاب والورق – حاجة تانية ^_^ -

__


عن الموضوع ذُكر بعض من آراء الناشرين والمُهتمين بالموضوع : *

يقُول المهندس البيئي عماد سعد : إن إنتاج طن من الورق يحتاج إلى 17 شجرة عمر الواحدة 50 سنة " ويعارض بشدة اجتثاث الغابات طالما يمكن توفير بدائل تتمثل باستخدام الورق المعتاد وتدويره ويضيف أن " مختصين يرون أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن إعادة تدوير الورق عالية مقارنة بإنتاج الورق " ويشدد سعد على دور الأشجار وتحديداً الغابات الماطرة في مناطق مثل الأمازون في إيجاد توازن بيئي قائلاً " الشجرة تفيدنا بتنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون وإعطائنا الأكسجين، هذه العملية التبادلية لو أتينا بآلة صناعية تقوم بالدور نفسه ستقارب كلفتها 200 الف دولار في السنة ، في المقابل تمنحنا الشجرة خدمات تنقية الهواء وضخ الاكسجين بما يعادل 200 الف دولار في السنة ، هذه الخدمات غير منظورة فكيف لنا ان نجتث الغابات لمصلحة إنتاج الورق . "

وينظر الناشر الاردني ابراهيم مجدلاوي إلى المسألة من بعد آخر " نحن أمة اقرأ التي لا تقرأ ، نحن أصلاً نعيش ثقافة التصحر من مفهومها الواسع " ويتابع " دخول عالم النشر الالكتروني سيحد من الآثار البيئية للمطبوعات . "

بينما الناشر الالكتروني أحمد عبد المنعم يدعو إلى إعادة تدوير الورق ولكنه يتجه بقوة نحو البديل الالكتروني لأنه أخف وزناً وغير قابل للتلف .

وتختلف مع الرأي السابق الدكتورة فاطمة البودي موضحة " الكتاب الالكتروني لن يحل مكان الكتاب المطبوع ، وقطع أشجار الغابات لإنتاج الورق لا يتم في منطقتنا العربية . " متجاهلة مسؤولية مستهلكي الورق أينما كانوا ، ودور الغابات الماطرة في الأمازون تحديداً في إيجاد توازن بيئي ليس في موطنها البرازيل فحسب بل على مستوى العالم .

واكتفى الروائي السعودي عبده خال بالقول وهو يطالع صفحيفة اكتظت بصفحات كثيرة من الاعلانات " كم من شجرة قطعت من أجل أن يصنع منها ورق لا يقرؤه أحد ! "

ويقدم مدير المؤسسة العربية للدراسات ماهر الكيالي رؤية مغايرة " نحن مضطرون لاستخدام الورق ، لو كان هنالك بديل آخر لتوجهنا إليه . " لكنه يعتبر طرح " تدوير الورق كبديل غير كاف " وهنالك أفكار كثيرة يمكن أن تسهم في الحفاظ على البيئَة منها اتفاق الناشرين و الوراقين على مقاسات محددة لقطع الكتب وطبيعة أغلفتها ، ما سيحد بشكل كبير من آثار الطباعة وصناعة الورق على البيئة .

ويقول صاحب دار كنعان الناشر سعيد البرغوثي " نتفهم الضرورة الملحة لإنتاج الورق والضرورات السامية التي نستخدمها من أجلها ، وفي مقدمتها صناعة الكتاب ، على ألا يجوز ذلك على البيئة . "

_

* اجزاء مختلفة من مقال لمحمد السمهوري.

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

صباحك خير ياجميله :)

معك حق ..يستخدمون آلاف من الاوراق ..

التي ترمى في ساعتهـا .. :(


الامر محزن ..ولكن ماذا نفعل إذا

كنا نحن من نلتهم الكتب ^^


شكراً لطرحك ياسيده واتمنى ان يجدوا حلاً لهذه المشكله :)

غير معرف يقول...

كم يؤلمني أن أمزق الأوراق المكتظة عندي مضطرا، وأنا أعلم أنها ستضيع إلى الأبد. وكم أشعر بالغيظ عندما أفكر في إعادة تدوير المواد بينما أدرك تماما أنها غير موجودة في بلادنا. هناك على أية حال شبه مصنع إعادة تدوير الزجاج في مدينة الخليل. ببساطة، يستفيد المصنع من الزجاج الذي يرمى ليعيد صناعته على شكل أوانٍ أو ما شابه ذلك.

انتشرت ظاهرة "لـمّ" الحديد والمعادن الأخرى مؤخرا، وإن خفت قليلا بعد انخفاض ثمن الحديد. هذه الظاهرة حدّت كثيرا من النفايات المعدنية وإن كانت تمارس أحيانا كشحاذة؛ أقصد أنك ترين الصبيان حول حاويات القمامة يجمعون علب العصائر لبيعها كمعادن. طبعا يتم كبسا المعادن جميعها، ثم إرسالها إلى تركيا غالبا لإعادة فرزها وصبها من جديد.

تبقى مشكلة الورق، ومشكلة البلاستيك أيضا.

أنا دوما أفضل القراءة الإلكترونية أكثر من الورقية بالرغم من إقراري بمزايا القراءة الورقية، لكنني لا أستطيع حل المسائل مثلا إلا على الورق... ربما يكون البديل هو الكتابة على السبورة بقلم الفلوماستر. لكن ماذا إن أردت العودة لحلي؟

نحن لن نستغني عن الورق، لكننا نستطيع أن نحد كثيرا من استخدامه.

ثناء Kofiia يقول...

المُشكلة أن الكثير من الكُتب المطبوعة تُطبع بلا فائدة . والكثير من الجرائد تُرمى ... الخ

أهلاً بكِ عزيزتي فوفو ^_^

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً حمودة.
تخيل : هي غَيرث موجودة في بلادنا ولكننا نقُوم بدراستها في الكتاب المقرر " التكنلوجيا " الصف السادس أو السابع.

أظن بان أفضل حل هُو : أن نزرع شجراً مقابل كل الورق الذي نستنفذه. لماذا لا نكُون أصدقاء للبيئة ؟