الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

عالم صوفي - جوستاين غاردر



http://www.upload2world.com/pic105/upload2world_90085.jpg

كتبتُ كثيراً عن الرواية. كتبتُ حتّى تورمت يدَاي. وسريعاً اختصرتُ كُل شيء لكي أوجزَ الرواية في صحفاتٍ قليلَة وأنامَ على يدي المتورمَة . لم أوفر نُسخة لي لأنني تأخرتُ كثيراً وتوجب عليَّ تسليمُ التقرير. عُموماً أنا راضية كَثيراً عن قراءتي الثالثة لعالم صُوفي. وقد ورد في الصَفحات الأخيرَة من الرواية بان هذه الرواية لا تُستوعب بقراءة واحدَة. إنَّها تحتاجُ لقراءات كَثيرَة في فترات عُمُر مُختلفَة ففي كُل مرحلَة نكُون قادرين على فهم الرواية بشكلٍ آخر ومُختلف عن السابق. ليس لدي الوقت لتلخيص الأجزاء كلها لأنني قُمت بإعارة الرواية لصديقة ولأنني مشغولة كثيراً .

أشارت الرواية لعُنصر الدهشة الذّي يجب أن يتحلى بهِ كُلُّ شخص يطمحُ في أن يكُون فيلسُوفاً. عُنصر الدهشة عندَنا نحنُ البشر بشكلٍ عامٍ أشبه بالمُختفي. فالكثير من الأمُور لا نُحاول أن نبحث عن أصلهَا أو عن سبب وجُودها. في إحدى المرات سألتُ أحدَهُم : هل تعرف لماذا الساعات عقاربُها من اليسار لليمين ؟ هل تعرف لماذا الكيبُورد بهذه الطريقة مُرتب ؟ رُغم أنها أسئلة سخيفَة إلا أنَّنا يجب أن نُفكر بها لكي نصل إلى إجابة شافيَة عن الكَون . وحتّى لا يأتي أحد و يتغالظ فأنا أعرف أجوبتها :p ، بمعنى أن نكُون قادرين على تكوين صُورة عمَّا يحتويه الكون وعَنْ أسبابه. ورُبما تُعد الدهشة سبباً في تطور العلم ويُلاحظ هذا الأمر من خلال الفُصول الأخيرة. التي كُلما تحدث فيها البرتو عن عالمٍ كانت صُوفي تساله : هل هذا فيلسُوف ؟ ويجيب : نوعاً ما .

الفُصول الأخيرَة كانت الأكثر زخَماً و رَوعَة. من ماركس حتّى النهاية. رُبما لأنَّ معلُومات كهذا النوع تشُدني بقُوة.

الرواية تحتاج للقليل من الصبر فقط.


وهُنا جزئية بسيطة للمئة الأولى تقريباً قُمت بكتابتها منذ فترة :

تبدأ الرواية بعثور صوفي على رسالة في صندوق البريد تحتوي على أسئلة غريبَة. من أنت ؟ من أين جاء العالم ؟ تغتاظ صوفي من هذه الأسئلة السخيفة ومن ثم تبدأ بالتفكير فيها شيئاً فشيئاً وتنهمر رسائل الفيلسُوف عليهَا لتُعرفها على عالم الفلسفة ،
لماذا لم تُفكر صوفي في أسئلة شبيهة ؟ لماذا لم تنقر هذه الأفكار رأسها ؟ هل لأنها تعيش حياةً رتيبَة مثلاً وتافهة ؟ أم لأنها تعوَّدت على رؤية كل هذه الأمُور فصارت طبيعية بالنسبة لهَا ولم تعُد بحاجة لأن تسأل عنهَا ذلك أنها غارت في فرو الأرنب . إن الميزة الوحيدة التي يملكها الفيلسوف هي " الدهشة " القُدرة على الشُّعور بالدهشة . حيث أن أحد فلاسفة الإغريق كان يظن أن الفلسفة وُلدت عن طريق الدهشة. مما يحيط بنا والسؤال الدائم لكُل ما يمُر علينا . أتذكر دائماً في صغرنا حينما كُنا نسأل سؤالاً للكبار كانوا يردون " شو هالسؤال البايخ ؟ شو بدك بهالأشياء ؟ " وعلى ضوء التعريف السابق ، صارنا نتعوَّد على كُل شيء ولم نعُد نفكر أن نسأل عن أي شيء. أبان قراءتي للرواية سألنا دكتور الكيمياء سؤالاً عن الدخان المُتصاعد من مصانع البترول . سأل عن الغاز المتصاعد . لماذا يصعد الغاز ؟ لمْ يُجب أيُّ منَّا ، فقال : لماذا لا تُعودون أنفُسَكُم على السؤال ؟ كيف ترون شيئاً لا تعرفون سببه ولا تستفسرون عنه ؟. شعرتُ بأنني غبيَّة حقاً. رُغم أنني لم أشاهد يوماً مصنع بترول ولكنني لو شاهدت مصنعاً لما كُنت سأسأل هذا السؤال وتقُول صوفي بان الفلسفة هي شيء عبقري ليس باستطاعتنا تعلمه .

لا شيء يُولد من العَدَمْ . بالتالي سنجد بأن لكل شيء أصل في هذه الحياة. لا يُوجد هُنالك ما هُو وُجِدَ من دُون قُوة أدت لإيجاده . فقد كان الكثير من الناس سابقاً يعتقدون أن العَدم هُو أساس الأشياء، ولكن للفلاسفة منظُور آخر

*
طاليس
كان يعتقد بأن الماء هُو أساس الكائنات .وقد أكد ان كل شيء مليء بإله.
لقد قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه : " ولقد جعلنا من الماء كُل شيء حي " ألا تُلاحظون بأن الفلاسفة السابقين حتّى هُنالك أمر ما ، كشذرات إسلامية موجودَة في عُقولهم سابقاً من حياة أخرى مثلاً بالنسبة للجُملة الثانية أي أن كل شيء مليء بإله . فهي تعبير آخر لـ : أننا جميعاً فينا من رُوح الله .

*
بارمينيدس ( 540 - 480 ق.م )
يقُول أن كل شيء كان في الأصل موجُوداً . فلا شيء من العَدم. ولا شيء يستطيع أن يتحول. كما أنَّه كان يؤمن بعقل الإنسان .

*
هيراقليطس ( 540 - 480 ق.م )
كان يثق بالحواس على عكس بارمينيدس . ويؤكد بان كل شيء في الطبيعية يغير شكله وليس هنالك ما هو أبدي.

*
امفيدوكليس (494 - 434 ق .م )
يؤكد أن لا شيء يستطيع أن يتحول كما أنه يثق بالحواس. ويعتبر أن الطبيعة تمتلك أربعة عناصر : الماء ، الهواء، النار ، التراب.

*
اكزاغوراس ( 500 - 428 ق.م )
يؤكد أن الطبيعة تتألف من جزيئات صغيرة ولم يتقبل فكرة امفيدوكليس بأن الطبيعة تتكون من أربعة عناصر.

*
ديمقريطس ( 460 - 370 ق.م )
يفترض أن كل شيء مركب من عناصر صغيرة جداً ؛ ذرات.

*
هيبوقراطس ( 460 ق.م )
كان مُؤسس الطب الإغريقي.

*
بروتاغوراس ( 487 - 420 ق.م )
يقول أن " الإنسان هو مقياس كل شيء " بحيث أن حاجات الإنسان من الخير والشر يجب أن تُحدد حسب حاجة الإنسان.

*
سُقراط ( 470 - 300 ق.م )
يُعتبر سقراط الشخصية الإكثر إشكالية في التاريخ. فنحن لا نعرف أي شيء عنه. نعرف ما أخبرنا به أفلاطون. أي أننا نعرف سُقراط من منظُور أفلاطون . كانت مهمة سُقراط - توليد الأفكار الصحيحة من : العقول - كان يدعي سُقراط أنه لا يعرف أي شي مما يُولد البحث عن المعرفةوإجبار الناس على التفكير .

*
أفلاطون ( 327 - 347 ق.م )
هو تلميذ سقراط. كان يرى أن كل ما هو محسوس في الطبيعة قابل للتحول وخاضع لتأثير الزمن مما يعني انه قد يزول . ولكن كل شيء مخلوق في قالب أبدي. لهذا السبب عندَما نرى حصاناً مثلاً. فإننا نعرف أنه حسان بغض النظر عن كونه أعرج أو بعشرة أقدام أو بلون مختلف. فنحن كُنا قد كونا صُورة كاملة للحصان من قبل في أذهاننا
كان أفلاطون يهتم بالرياضيات لأن هذه العلاقات لا تتغير أبداً. كان أفلاطون يُقسم الواقع لقسمين : 1- عالم الحس الذي يعطينا المعرفة . 2- عالم الأفكار الذي يسمح لنا بالوصول إلى المعرفة الحقيقية. كان أفلاطون أول فيلسوف يُطالب أيضاً بإنشاء رياض للأطفال ومدارس مُشتركة .


تسأل صوفي سؤالاً : لما نتوقف عن اللعب عندَما نكبر ؟
أليس سؤالها وجيهٌ يا أصدقاء ؟ لماذا نتوقف عن مُمارسة أشياء كَثيرَة عندَما نكبر ؟ هل قناعاتنا تكبُر عندَما نكبُر وتختلف ؟ لماذا تنضج هذه القناعات والأفكار وتنمُو ؟

في أحد الفصول يتحدث الكاتب عن الذرات وفي أنها شبيهة كثيراً بلعبة اللجو . في حصة الكيمياء أخذ يحدثنا الدكتُور عن وجه الشبه بين الليغو والذرات أخرجتُ الرواية من حقيبتي و وضعت القلم على بداية الفصل. كُنت أريدُ إخباره عن الرواية ولكنني - استحيت -

هُنالك العَديد من الأسئلة التي طرحها الكتاب أجاب عنهَا الإسلام. الإسلام دين شامل وكبير وواسع كَثيراً وأنا مُتأكدة أنَّهُ أجابَ عنْ مُعظم الأسئلة المطرُوحَة
كان كُل شيء قَديماً يتضح عبر الأسطُورة. وفي رأي فإن ذلك يعُود للفراغ الذّي عاشهُ أفراد تلك الفَترَة. فليسَ هُنالك من فرد يستطيعُ أن يعيشَ دُون دين ، حتّى المُلحدين أنفُسَهُم
تقول الرواية أيضاً بان العديد من الحُكام لا يخوضون حرباً قبلَ أن يستشيروا عرافاً ما. وأظن أن هذه العادَة مازالت مُنتشرَة . أظن أن بُوش او لنقُل بأنني مُتأكدة ، أنهُ لم يخُض أي حربٍ إلا وقَد أخذَ رأي عرافٍ فيهَا كما أن الصينيين يعتَمدُون على بعض الكُتب عندَهُم عندَما يخُوضون حرباً ما.


ليست هناك تعليقات: