ليلة طويلة يقضيها ثلاثة سجناء سياسيين من أصل أربعة في طريقهم نحو الحرية بعد سنوات طويلة في السجن. لا يحتوي الفيلم على أسباب حقيقة وراء اعتقالهم ولا وراء الإفراج عن ثلاثة من أصل أربعة فيهم؛ فالفيلم يركز جهوده على استقبال العالم لهؤلاء السجناء وكيفية تعاطي السجناء معه.
ينتظر السجناء قليلاً في مكتب الأمن قبل خروجهم للعالم، ينظرون بعيون جاحظة للعتمة التي تملأ الخارج ، لأصوات السيارات والمارة، فما هي إلا لحظات حتى ينطلقوا لسجنهم الأكبر.
كريم هو السجين الاول الذي أفرج عنه، دخل السجن عن طريق وشاية من صديقه المقرب الغير نادم أبداً على تلك الوشاية التي شردت عائلة صديقه لأنه يغار على وطنه على حد تعبيره. لكريم ثلاثة أبناء : نضال، عروبة، وكفاح ؛ وجميعهم يحمل اسماً ثورياً يدل ربما على أن والدهم كان ضالعاً في المقاومة.
يخرج كريم للمدينة حتى يتنفسها قبل أن يعود لمنزله، لم يفكر بأي شيء ولا حتى بأولاده؛ كان كل همه أن يلتقط أنفاس الحرية قبل أن يُحرم منها. ولكن على الجهة الأخرى بدت عائلته مرتبكة لخروجه، فعروبة حملت شعورين متناقضين؛ تريد رؤية والدها ولكنها لا تريده أن يفسد زواجها من ابن عدوه، بينما نضال و زوجته قررا أن يخرجا من غرفة والده حتى لا يغضب بعد أن احتلاها وغيرا معالمها كُلياً، ويحتدم النقاش فيما بعد بين كفاح ونضال الذي يقف ضد مبادئ والده وصعد على أكتاف زوج أخته وصار محامياً لامعاً، ويخبره كفاح أن هذه التبريرات ليست مقنعة كي يسمح لنفسه بمصافحة جلاد والده.
أول ما يفكر به ماجد بعد خروجه من السجن هو أن يعيد إحياء تلك الروح التي قُتلها السجن، فيذهب للسينما كي يُشارك الناس ضحكهم وحزنهم قبل ذهابه للبيت .
بينما حسن ، الذي لم يفرج عنه ، لا يزال يحلم بالمسرح في ليله الطويل، ويظل متأثراً بهذا الأمر حتى نهاية الفيلم. فأخبار إعادة افتتاح مهرجان دمشق المسرحي استحوذت عليه وجعلته يتقوقع على نفسه.
لم يكن الفيلم سياسياً، ولا أعرف السبب الذي أدى لمنع عرضه في سوريا ( إن كان هذا صحيحاً ) فالفيلم ركَّز على الجانب الانساني الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون حينما يُحرمون من حياتهم لأجل رأي أو مبدأ، و كيف يتقبلهم العالم بعد أن يخرجوا إليه بعد مدة تزيد عن عشرين عاماً.
هناك تعليقان (2):
يبدو فيلما هادئا، بكم تقيمين الفيلم من عشرة؟
6.5 من 10 .
كان دون مستوى إخراج حاتم علي.
يا أهلاً.
إرسال تعليق