الجمعة، 10 ديسمبر 2010

TedxDubaiWomen



   خرجنا يوم الأربعاء الماضي أنا وإيثار ولبنى ومجموعة من الصديقات في رحلة إلى تيدكس دبي وومن، الذي تم تنظيمه بجامعة زايد في دبي بحضور مئتي شخص وأكثر من مختلف الأعمار والجنسيات والمراحل التعليمية.

   وصلنا متأخرين قليلاً إلا أن اللافتات أسعفتنا؛ فكانت موجودة في كل مكان وواضحة جداً مما سرع من وصولنا للقاعة. على كل باب  يوجد فتاتان بانتظار الحضور للسلام عليهم وتوجيههم إلى القاعة. ومن ثم صف طويل من فتيات الجامعة يعملن على مساعدة الحضور في البحث عن أسمائهم وشطبها وربط إسوارة كرتونية بلون البرتقال تحمل رقماً على معصمهم. بعد دخولنا للقاعة لم يكن المؤتمر قد بدأ، ولم يكن الجميع قد وصل للقاعة. على شاشة العرض الكبيرة عُرضت صور مختلفة مصحوبة بموسيقا خفيفة، و في الثالثة والنصف تقريباً بدأ المؤتمر.

   بدأ العرض مع بعضٍ من المشاكل التقنية إلا أن مقدمات العرض استطعن بحنكة أن يتفادين تلك الأخطاء، فارتجلوا أحاديث صغيرة دون أن يظهر الارتباك عليهم.
   العرض الأول كان لأمل عبد الله وهي خريجة من جامعة زايد، شاركت في مسابقة لدزني لاند وكانت ضمن العشرة الأواخر. تم اختيارها فيما بعد لتعمل لصالح دزني لاند. احتوى عرضها على اقتباسات عديدة لبيتر بان وسندريلا، وتحدثت بشكل موسع عن بداياتها مع فيلم ليون كنج " ملك الغابة " وكيف أنها كانت مبهورة بدزني لاند خلال طفولتها. قالت بأنها كانت متأكدة من أن حلمها سيتحقق ولكنها كانت تنتظر الوقت المناسب لوصوله كما على الإنسان أن ينصت لداخله لأن هناك شيئاً ما في الداخل يصرخ ويريد الخروج : إنه الحلم. كان عرضها مميزاً وجميلاً.

   العرض الثاني كان لمريم درويش التي صعدت على المسرح بورقة بيضاء جهزت عليها ما ستتحدث به، وحسبما فهمت فهي تعمل في مجال السيارات رغم كونها وظيفة غير مناسبة لامرأة في مجتمع كمجتمعنا إلا أنها تحدت التابو وجعلت حلمها حقيقة. لم تعطنا السيدة درويش فكرة كاملة عن طبيعة عملها فنحن لم نفهم في أي سلم وضيفي هي تعمل تحديداً ولا حتى طبيعة عملها الفعلية في هذا المجال. بدا حديثها أقرب للخطاب؛ فتحدثت عن دور المرأة في المجتمع الإماراتي قديماً وجاءت بالعديد من الاقتباسات والأقوال التي تؤثر فيها دوماً. لم يعجبني عرضها كثيراً رغم أنها كانت محاولة جيدة منها للوقوف والحديث للعامة ولكن برأيي الشخصي أنها لم توفق كثيراً. الأمر الآخر الذي وجدت أنها لم توفق بهِ هو تنقلها بين الفصحى والعامية وقراءتها المباشرة من الورقة التي كانت تحملها بيدها.

   العرض الثالث كان لبسمة الفهيم . وهي مؤسسة شركة
Eventra  لتنظيم الحفلات. خرجت الفهيم من عائلة تهتم بإدارة الأعمال فمعظم الأحاديث التي كانت تفتح على مائدة عشائهم تكون ذات جوانب اقتصادية مما نمَّا فكرة البدء بمشروع في ذهن بسمة منذ أن كانت طفلة. قالت بأن الفرد لن يكون قادراً على الاستمرار بما يقوم به إلا أن كان يملك الشغف المحرض على هذا الأمر. بشكل عام بدت تجربتها جميلة، لم يصحبها شرائح، كانت تحمل بيدها ورقة ولكنها لم تقم بالقراءة منها، لم تتحرك كثيراً من مكانها وهذا أظهر أنها كانت مرتبكة بعض الشيء، و لكنها في النهاية قدمت عرضاً جميلاً.

   العرض الثالث كان لهدى قطان وهي عربية درست في الخارج وتدربت في هوليوود لتصبح خبيرة تجميل. قالت أنه من المضحك أن تكون خبيرة تجميل لا دخل لها بالتعليم وفي نفس الوقت تأتي لتلقي محاضرة في جامعة تهتم بالتعليم بالدرجة الأولى، فعلى الرغم من امتلاكها درجة علمية لكنها اختارت أن تكون خبيرة تجميل لأنها وجدت نفسها في هذا المكان. كان إلقاؤها جميلاً ولكنها أيضاً كانت تمسك بالآي باد وتقوم بالقراءة منه مما جعل العرض يميل للخطاب.

   العرض الرابع كان لطريفة عجيف . تحدثت طريفة عن الليغو وبشكل خاص
LEGO serious play   وهي طريقة تستخدم لتعزيز التفكير الابداعي عن طريق استخدام مكعبات ليغو لإخراج الانعكاسات الداخلية بطرق مختلفة من خلال الأعمال التي تصنع بواسطة الليغو. قالت طريفة أن الليغو يركز على مفهومين اثنين، أن يحمل الليغو المصنوع فكرة معينة ، وأن تُخبر الحكايات ؛ ففي كل جلسة ليغو هنالك على الأكثر اثنا عشر فرداً يعملون معاً لصنع مجسم بالليغو بحيث يضع كل من الأفراد لمسته الخاصة وحكايته التي يريد إخبارها فيخرج العمل باسم الجميع . في آخر العرض قالت أنها قامت بإعطاء مجموعة من الأفراد مكعبات ليغو يستطيعون من خلالها صنع بطة واحدة، وخرج كل واحد منهم ببطة تختلف كلياً عن الآخر مما يؤكد أن كلاً منا يفكر بطريقة تختلف جذرياً عن الآخرين. فكرة طريفة بدت الأجمل والأكثر تميزاً عن الآخرين وكانت موحية للغاية.

   العرض الأخير كان لبثينة كاظم وهي منتجة فيلم رسائل إلى فلسطين الذي سيبدأ عرضه الأسبوع القادم، بدأت بثينة عرضها بالحديث عن الاعلام العربي وتناقاضته العديدة فقامت بوصف الإعلام بثلاثة لقطات : الأولى لقطات من برنامج الاتجاه المعاكس، ثم تأتي لقطات لأغنية لهيفا تغني فيها أنا هيفا أنا ، ثم لقطة لأحد الشيوخ يقول فيها أن المرأة مصونة وحياؤها في عفتها وهي لا يرى منها شيء فكيف ستسوق السيارة ؟ ثم تعود هيفا لتغني حبيبتك انا والناس عارفين . ضجت القاعة بعد هذا العرض بالضحك على إعلامنا العربي. انتقلت بعد ذلك بثينة للبدء بالحديث عن تجربتها، وعرفتنا بسناء الدباغ صاحبة مؤسسة " زيارة " التي أوحت لبثينة بفكرة الفيلم. عرضت بثينة بعد ذلك صورة ظهر فيها أشخاص ذهبوا مع " زيارة " لفلسطين وسألت من الذي لم يكن موجوداً في الصورة؟ فأشارت الاصابع للعنصر العربي. فالعرب غير قادرين على الذهاب لفلسطين. قالت بعد ذلك أن الفلسطينيين هنالك لا يسألوننا عن المال ولكنهم دائماً يقولون لنا : لا تنسونا،  وهكذا جاءت فكرة العمل. ولكن بقية الطريقة هي العائق، فكيف يعملون على إخبار الفلسطينيين أنهم لن ينسوهم؟ هل يرسلون صوراً؟ يبعثون برسائل؟ فوجدوا في النهاية أن الفيديو هو الطريقة الأمثل. بدت بثينة واثقة من نفسها وعرضت الموضوع بطريقة جميلة للغاية وأثرت في الجميع.

    بعض انتهاء العروض الخمسة خرجنا في استراحة مدتها 45 دقيقة ( من الواضح أن الاستراحات جميعها في تيدكس 45 دقيقة ) تخللها نقاشات كثيرة مع الحاضرين، تعرفنا فيها كذلك على العديد من الأشخاص الذين كنا إما نعرفهم مسبقاً عن طريق الشبكة الالكترونية أو لم نعرفهم من قبل. بعد انتهاء الاستراحة تم ربطنا مع تيدكس وومن واشنطن الذي بدأ الساعة الثامنة صباحاً في واشنطن. 
 
   من أكثر الأمور التي أعجبتني في المؤتمر كرسي التغريد " Twitter chair " . في كل عرض يجلس عليه شخص من الحضور يعمل على التغريد من خلاله عن الحدث. 

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

جميـل :)
الا اني لا احب الاحداث المعنونة والتي تميل الى إبراز دور ما للمراة !!

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً زرقاء
ال Tedx هي مؤسسة لا تعنى بالمرأة، وإنما بالتسويق للأفكار بشكل خصوصي بغض النظر عن جنس الفرد. ولكن تم تخصيص مؤتمر مخصص للمرأة ولا أجد مشكلة في هذا الأمر، على العكس سيشحذ هذا الموضوع نساءنا :) بٌهرت بتيدكس واشنطن حقيقةً وبنسائه .

غير معرف يقول...

كل عام وانتي بخير

ثناء Kofiia يقول...

اسامة ومحمود وانتو بألف خير :)