الاثنين، 17 أغسطس 2009

باب الشمس - إلياس خوري


" قالت إنها تعرف، ففلسطين لن تعود قبل أن نموت جميعاً " أم حسن .


خليل؛ يسمونه دكتور، لكنه يعمل في مستشفى الجليل في مخيم شاتيلا كممرض بعد دراسة دورة واحدة في الصين ثم تحول لرئيس الممرضين ومن ثم صار المسؤول عن المشفى الذي يتواجد فيه مريض واحد. يجلس قبالة يونس المقبل على الموت ويبدأ بسرد حكاية الوطن له. يحكي لهُ الوطن حتى يفيق من غيبوبته ويعود بطلاً ومُقاتلاً مغواراً مثل السابق. أخبرته أم حسن أنه يجب أن يحكي للساقطين في ال coma قصصاً كثيرة حتى يخرجوا من حلمهم الطويل ذاك. يحكيها خليل " من الأول " منذ أن قرر الحاج تزويج يونس ابنه الذي مازال في منتصف مراهقته ولا يعرف سوى الجبال بفتاة يتيمة لازالت تُمارس طفولتها. منذ أن عرف يونس الحب مع نهيلة في المغارة وتزوجها مرة أخرى، منذ أن حبلت منه وهُو في الجبال ولم يعلم أحد، منذ أن أنجبت لهُ الأطفال، ومنذ أن ماتت من كثرة الحُب.

يُثرثر خليل كثيراً. يتحدث دُون ملل عن كُل الأشياء التي أخبرهُ إياها يونس يوماً ما. يخبره أن يعود لاجلها كُلها. لأجل الجليل والبرتقال ونهيلة وأم حسن وشمس وفلسطين بأكملها؛ لأن الوطن لن يكون مكتملاً دونه ودون أولئك الذين حاربوا من أجله.

شعرت أن هنالك تشابهاً بين هذه الرواية وبين " عائد إلى حيفا " . قد يكون السبب ما حصل لأم حسن حينما ذهبت للجليل ورأت بيتها المسكون من قِبل يهودية أخبرتها أنها كانت تنتظرها على الدوام، وهذا تقريباً هو نفس الحوار الذي جرى في عائد إلى حيفا.

لم يُعجبني في الرواية كثرة التكرار. سواء أكان ذلك في تكرار المفردات أو تكرار الحكايات، مما فرض الملل على الرواية في كثير من المقاطع دون النظر إلى أن حجم الرواية كبير ولا يحتمل المزيد.

الرواية جيدة وجميلة على أية حال لانها نتجت عن تجارب حقيقية لأناس هُجروا ورحلوا وتشتتوا عن وطنهم وضاعوا في غياهب النسيان. هي حكاية للوطن والمخيمات والسياسة " الأضحوكة " التي سخرت منا جميعاً.

هناك تعليقان (2):

عبدالله يقول...

رغم ما تعتقدي أنه قد يكون شيئاً يفقد الرواية شيئاً من لذتها لكنه لا يهم .. فمهما يكن .. كل ما ينتج لأجل هذا المدعو وطن جميل أن نقرأه و نمارس معه وقت يضمن لنا حسّ الروح الحية داخلنا .. أقصد انو هو نفسه "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"

شكراً إلك

ثناء Kofiia يقول...

وأظن انه بعض النقاد اعتبروها شيئاً جميلاً. هو بالنهاية يخضع لمزاج القارئ .
لولا الأرض والوطن لما كانت الحياة جميلة ..

العفو :)