الجمعة، 5 يونيو 2009

رحلة جبلية رحلة صعبة - فدوى طوقان


لقد شدتني سيرة فدوى طوقان كثيراً، فلم أتوقع أن تكون واضحة وصريحة بتلك الطريقة في الحديث عن حياتها وأسرتها. فهي قاست الكثير خلال طفولتها وتملكها شعور النقص. ربما لأنها نشأت في بيت ريفي لأم وأب طفرا لكثرة أبنائهم ولم يعد يشغُلهم توفير الحنان لهم. فالحياة الريفية قاسية في كنف والدين جاهلين.

تربت فدوى طوقان في بيت كبير جداً سكنوه هم ودار عمهم. لم تُحب فدوى دار عمها لكثرة تدخلهم فيهم، فقد كانوا يحشرون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة بينما لا يحق لدار فدوى أن يتدخلوا في شؤون بيت عمها فهُم لهم اسرارهم الخاصة وكذلك مشاكلهم التي لا يودون اطلاع أحد عليها. فعندما أحبت فدوى شاباً في صغرها وفُرضت عليها الإقامة الجبرية كان لدار عمها الدور الأكبر في أن تُعامل بإزدراء قبل مجيئ إبراهيم. بينما لو حدث هذا الأمر لابنة عمها لأخفت العائلة الأمر عنهم وحلُّوه وحدهم.

تحدثت فدوى كثيراً عن العادات التي كانت سائدة في تلك الفترة وعن كُرهها لها. فقد كانت هنالك امرأة يُقال لها الشيخة تسكُن عندهم. وقد كانت تتحكم في كثير من الأمور في حياتهم وتظل عابسة أمام الجميع. كانت تُمارس النفاق الديني على أصوله، تُصلي بطريقة مختلفة، لا تزور أحد لأن الجميع يجب أن يزورها هي، تمنع فدوى من الغناء في حال سمعتها تُغني، تنهر وتمنع وتُحلل ما تشاء لنفسها وتُحرّمه على الآخرين. ولجهل أهل البلد فقد كان الجميع يسمعُ ما تقُول ويحسبون لها الكثير من الحساب رُغم كره البعض الواضح لها. تمردت فدوى على كثير من الأمور، كانت تريد أن تبني لها شخصية واعدة في ظل بيئة حرمت المرأة من أدنى حقوقها.

كان لابراهيم التأثير الأكبر على حياة فدوى، فقد أخذ بيدها بعد أن عاد من بيروت وصار يُعملها الشعر. تعلقت فدوى كثيراً بابراهيم لأنه الوحيد الذي كان يفهم مُعناتُها، ربما لأنه جاء من بلد منفتح استطاع أن يبني فيه شخصية مُختلفة عن الآخرين في القرية. بدأت فدوى بكتابة الشعر في سن مُبكرة جداً. وأخذت تنشر تحت اسم مُستعار : دنانير.

سافرت فدوى للندن وقضت ما يُقارب العامين هنالك تعلمت خلاله اللغة الانجليزية وكانت على اتصال مباشر بالثقافة والفنون المتعددة في بلد منفتح مثل لندن. وبعد ذلك عادت لكي تُكمل حياتها في نابلس في بيت بناه لها جعفر؛ ابن ابراهيم.

سيرة فدوى طوقان من أرقى السير الذاتية التي قرأت. يكفيها أنها كتبت بكُل صراحة ووضوح، لا تحمل الكذب او الادعاء. كتبتها فدوى كما هي، واضحة كعين الشمس، كي تكون مفتاحاً لكثير من النساء اللاتي يظُنن أن الباب الضائع مُفتاحهُ لا يُفتح.

النسخة التي أملكها قديمة جداً وتعود للثمانينيات. شكراً كثيراً للصديقة زهرة على هذه السيرة.

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

كيفك يا تلك الدودة
علقت بحرير كوفيتك المغزولة من فضاء شبكة العنكبوت بإغواء الأخضر الراماوي
فقلت أسلم على بقايا مدينة أفلاطون
مية وردة والله

ثناء Kofiia يقول...

ههههههههههههه بخير :)

يا أهلين :)
تسلم\ي ..

Eslam Samir يقول...

/

شوقتيني :) ..

ثناء Kofiia يقول...

يجب أن تقرأيها إسلام..

غير معرف يقول...

بصراحة شوقتيني لقرائتها
..بس يعني ليش مايكون كتابها بحتوي بعض المبالغة والادّعاء..زي ما حكيتي

راح اقرأها..ان شاء الله

ثناء Kofiia يقول...

يعني فيكي تقولي إنو في كتير كُتاب بس يحكوا بجملوا كتير شغلات وبخلوا من حالهم كأنهم مثاليين زيادة عن اللزوم مش بس هما كمان محيطهم العائلي وتعليمهم وغيرو. هي حكت عن أهلها بكل صراحة، حكت قديش كان بدها حنان منهم وما اعطوها وانو قديش هانوها بيت عمها وهي صغيرة.. يعني هيك اشياء فيه كتير ناس بس يكتبوا عنها بجملوها وما بحبو يحكوا الحقيقة، حقهم ما يحكوا عنها بس مو حقهم يجملوها :)
بس تقريه رح تفهمي قصدي أكتر..

يا أهلين ..

سراب .. يقول...

مساءك سعيد يا قطعه الحلوى ..

زمان ما مرقت على مدونتك بس بدك تقولي .. يلعن ابو المشاغل ..

كيفك يا عسل ؟؟


..

فدوى طوقان جميلة بكتاباتها
فهي تعبّر عن صعوبة الطريق بـ (لغة شفافة)..

هذا غيض من فيض


شكرا لك

ثناء Kofiia يقول...

أنا بخير .. إنتي كيفك ؟

فدوى خفيفة الظل. تكتب بطريقة جميلة وبسيطة. هي كافحت كثيراً من اجل أن تتعلم وتستحقي الاحترام بكل تأكيد..

اهلين خرافية .

سابرينا يقول...

أنا أحبها أيضا
قرات مرة لها من زمن عن قصه حبها ..حسيتها انها أمراة جميلة ومختلفة

ثناء Kofiia يقول...

هي امرأة تعبت كتير لحتى قدرت توصل للي بدها اياه. وصعب المراة تعمل هيك بأي زمن !

اهلين سابرينا.