الخميس، 7 مايو 2009

يد إلهية - إيليا سليمان




الأغنية لذيذة ودورها بالفيلم ألذ

فيلم فلسطيني للمُخرج إيليا سليمان. ومن بطولة منال خضر وإليا سليمان. يتحدثُ الفيلم عن الواقع الفلسيطي بطريقة ساخرَة يزدحمُ فيهَا الرمز. يتحدث تحديداً عن مناطق مُعينة : الناصرة، حاجز الرام والقدس. ويقُص علينَا حكايَة صامتَة تتداخلُ بين هذه المناطق، وهُنالك دَوماً يدٌ إليهة تعبثُ في كُل شيء. هُنالك أمل . وجُملة تتكرر في قُصاصات ورق : أنا مجنون عشان بحبك !
يبدأ المشهد الأول بسانتاكلوز المطعون والهارب من صبية صغار يلاحقُونه. يهرعُ للجبل ثُم يتوقف كل شيء. يُنقل بعدها في مشهد مُتأخر للمشفى. وقد يُتضح من سياق الفيلم أن هذا السانتا هُو نفسهُ الناصرَة. الناصرة المطعُونة في عقر دارها والمسُلوبة من أهلها.
يأتي بعد ذلك مشهدٌ عادي لرجُل مُنافق – رُبما – ناقم على الحياة وعلى الناس. يُسلم على الحيران وهُو يمشي بسيارته بالحارَة ويشتُم كُل واحداً بطريقة مؤذية للمشاهد. لم يُعجبني هذا المشهد البتة، مُقزز نوعاً ما ولا احتمل أو أحترم أحداً يشتثم حتى لو كان ذلك مُجرد دور في فيلم.
تبدأ القصة بالتبلور بشكل جيدٍ بعد هذين المشهدين. وتتدرجُ القصص شيئاً فشيئاً. هنالك بعض المشاهد جاءت على شاكلة وصف لعادات العديد من الناس، كالمُدير الذّي يشاهد مباراة ولا يعرف الموجود بالأوراق ولكنَّهُ يُوقعُ عليها. أو الرجل الذي يرمي القُمامة على الجيران وبعد أن تعيد الجارة القُمامة لهُم يأنبها بطريقَة مُثيرة للسُخرية :
- جارتنا ليش بترمي زبالتك على ساحتنا مش عيب ؟
- آه جارنا مهي زبالتنا التي برميها على ساحتكو هي زبالتكم اللي بترموها على حاكورتنا.
- طيب وإزا ، برضو عيب. مهو يعني لازم الجار يحترم جارو، ليش مفاتحتينا بالأول مش عشان هيك الله اعطانا لسانات ؟
وبعضُ المشاهد كانت تُركز على علاقة الإسرائيلي بالفلسطيني، من قيامه برمي بيتوهم بزجاجت حارقة لقصف المنزل ليلاً بالرصاص ، لمُجرد إخراجهم من المدينة. أو الطلب منهُم أن يقوموا بامور غريبَة على الحاجز حتى ينجحُوا في الانتقال للجهَة الأخرى.

هُنالك مشاهد كانت مُتقنة بالفعل، شديدة الرمزية، شديدة السُخرية وتنبعُ من واقعٍ نابض بالحياة.
· في أحد المشاهد يكُون راكباً سيارتهُ. ياكل حبة مشمش، وحالما يُنهيها يُمسك العجمة، ويرميها على دبابة قريبَة فتنفجر. [ المشهد ]

· امرأة تخرُج من السيارة بعدما منعت قوات الاحتلال أي سيارة بقطع الحاجز. تمشي بسُرعَة ويرفعُ الجنود رشاشاتهم استعداداً لرميها بالرصاص، وفجأة تمُر فينهار برجُ المراقبة. [
المشهد ]


· سائحة في القُدس تبحث عن الكنيسة، فتمُر على سيارة شرطة اسرائيلية لتسألهم عنها. لسوء حظها فإن الجندي يُحاول كثيراً دلها ولا يعرف، لم يعرف بعد شوارع البلد التي استعمرها منذ ستين سنة ! فتنقرُ رأسهُ فكرة – جُهنمية – يُخرج أحد المُعتقلين من السيارة ، فيسألهُ. ورُغم كونه معصوب العينين فإنه يدُلها على ثلاثة طرق تستطيع بها أن تصل لوجهتها. في مشهد لاحق في الفيلم تعود السائحة مرة أخرى للجندي وتسأله عن الحرم الشريف. يُحاول ولا يعرف فيعُود مرة أخرى للبحث عن مُعتقله في الجزء الخلفي من السيارة ولسوء حظه فإنه لا يجده. هرب ! يركب السيارة سريعاً ويذهبُ للبحث عنه.
المشهد كان مُميزاً بالفعل ويستحق التصفيق ...

· عاشقان يلتقيان كل يوم عند حاجز الرام يعقدان أصابعها طوال الوقت. يُتابعان ما يحدث على الحاجز وهنالك يرون كُل أنواع السخرية التي يُمارسها الجنودُ على الشباب، من صلب في الشمس، إلى عبث أو قتل. ويبدو أنهُما يودوان الهروب للقُدس. إلا أن التفتيش شديد ولا يُسمح لأحد بتخطي الحاجزثُم تأتيه فكرَة ما. يقوم البطل بنفخ بالونٍ كبير أحمر ويرسم عليه صورة للقائد ياسر عرفات ثم يرميه في الهواء. ولغباء الجنود على الحاجز فهُم لا ينفكُون عن مراقبته. قام : بكركبتهم . بعض الشيء. ويُسرع البطل وحبيبتُه ويجتازا الحاجز من دُون سؤال واحد. ينطلقُ البالون حول القدس، حول الكنائس، إلى أن يستقر فوق قبة الصخرة. [ أحد المشاهد ]

· عدد من الجنود الإسرائيلين يتدربون على قذف الرصاص على ألعاب خشبية فلسطينية على شكل فتاة ملثمة بالكوفية. يستطيعون إسقاطها جميعها عدا واحدة تظل واقفة. يحاولون ولا يقدرون إسقاطها، يأتي دُخان، فتتحول اللقطعة الخشبية لفتاة حقيقة ، لفتاة نينجا بالأحرى وتعمل على قذفهم بأسهم صغيرة وبعد ذلك تبدأ باستخدام المقلاع ومن ثم القنابل حتى يتشكل علم فلسطين ثم تستخدم درعا من الحديد على شكل خريطة فلسطين فتُفجر به طائرة هيلوكبتر. وبعد ذلك بكوفيتها فإنها تسرق الرشاش من القائد. وهي نفسها الفتاة التي مثلت دور العاشقة ودور الفتاة التي تخطت الحاجز. [ المشهد ]
المُوسيقا لذيذة، خفيفة، مرحة، مُناسبَة للفيلم كثيراً. حاز الفيلم على عدة جوائز وأبان ترشيحه لأفضل فيلم أجني في الأسكار قامت أكاديمية العلون ولافنون السينمائية برفضه .



وفي صحيفة "تورنتو ستار" الكندية ثار الصحفي الأمريكي "بنجامين دوهرتي" على
الأكاديمية قائلا: إن الفيلم رفض لمجرد كون المخرج والفيلم فلسطينيين؛ فشعار
الأكاديمية هنا "إذا كنت فلسطينيا فأنت خارج المنافسة"، مؤكدًا على المعايير
المزدوجة التي تتعامل بها الأكاديمية، والتي حولت الفيلم الفلسطيني من فيلم رائع
احتفلت به المهرجانات العالمية إلى لاجئ فني فقط؛ لأنه يتناول الفلسطينيين
ومعاناتهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وعبّرت المستشارة الفلسطينية "فيدا عبد
الهادي ناصر" مستشارة بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين التابعة للأمم المتحدة عن خيبة
أملها إزاء تصرف الأكاديمية، قائلة: "إنه بالإضافة لما يعانيه الشعب الفلسطيني من
نكران حقه في إقامة دولته الفلسطينية وحقوق أخرى كثيرة؛ فإن الأكاديمية الآن تعلن
نكران حقه أيضا في التعبير الفني والثقافي الحر".



وبالطبع الفيلم يستحق المشاهدة :) ..

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

والله شاهدته وانمكتت بصراحة، خصوصاً من الأخ اللي بظل واقف عند المظله، وبظل يطلعلو الزلمه صاحب الدار ويقلو انو الباص بمرش من هون...
ومكتني بزياده ابو (هاي لما الواحد يجيب سته سته سته)

ثناء Kofiia يقول...

أهلين ثائر
يعني شو انمكتت ؟
يعني حبيتو او ما حبيتو ؟

غير معرف يقول...

لالالالا، المكت مثل الغم يعني

ثناء Kofiia يقول...

تبع الستات صحيح كان بايخ ع الآخر يعني، وتبع الباص بجوز بايخ بس معظم الاحداث حلوة يعني مع التحفظ على بعض الأمور طبعاً :)

بس ما تكون دعيت علي لمن شفته :)