السبت، 2 مايو 2009

ذاكرة الجسد - أحلام مستغانمي



روايةُ الوَطن، الحُب، قسنطينة، زياد وحسّان وسي الطاهر . رواية الجُسور المعلقة، الشهوة، الجَسد ، واش بك، اليدُ المبتُورة . رواية الرسم وكاترين وأما . رواية الغُربة، القُبلَة الاولى والقصائد والاغتيالات . أو رواية الذاكرة المُختزلة في جسد ؟

تختزل ذاكرة الجسد، كُل تلك الأشياء في جسد واحدٍ خرج من ذاكرته المُهترئة كَيْ يعيشَ بذاكرة جَديدة لا تحملُ طيَّات الماضي عدا شيء واحدٍ صغيرٍ يُدعى "" أحلام " ، ورُبما " حياة " . وبمُسىً آخر قدْ يكُون " قسنطينة " .

لقد أخذت رواية ذاكرة الجسد اكثر من حجمها، تجاوزت طبعاتها العشرين، وصارت تُدرس في العديد من الجامعات. رُبما حدث ذلك بعد الضجة الكَبيرة التي لحقت بالرواية. فقد حصلت الرواية على جائزة نجيب محفوظ للرواية سنة 1998 ، وقد انتشرت العديد من الاشاعات حول الرواية بأن كاتبها قد يكون شخصاً آخر غير احلام، هل كانت هذه الامور متعمدة ام جاءت صُدفة وخدمت الرواية بعفويتها ؟

تتحدث الرواية عن حياة وخالد. اتخذت فيهما احلام دور خالد ولسانهُ، وقد كانت بارعة في التقاط دور الرجل والحديث بلسانه. خالد شاب كان يُجاهد ضد الفرنسيين مع سي الطاهر – أبو حياة – وقد بُترت يدهُ خلال الثورة .طلب منهُ سي الطاهر أن يعمل على تسجيل اسم لابنته حتى لا تظل من دُون اسم في حال توفي والدُها . وبعد فترة طَويلة يحاول خالد أن يخرُج من حياته السابقَة بالسفر للخارج والبدء بشيء لم يُمارسه من قبل، فيبدأ بالرسم رُغم أنه لا يعرف كيف يرسم. يفتتح خالد معرضاً للرسم ويدعو عليه سي شريف – عم حياة - وتزور حياة المعرض مع ابنة عمها ناديا وتلتقي بخالد. وبسرعَة كَبيرَة يُلقي الحُب ظلالهُ على كُل من خالد وحياة. يعيشُ فيهِ خالد تجرُبة مُراهق، مُراهق في الخَمسين وتعيش فيه حياة تجرُبة امرأة شرسَة ومُراوغَة. في الرواية صراعاتُ عَديدة، صراعُ العَودَة للوَطن والحنين، صراعُ الحُب والخيانَة والغيرَة. وصراعُ الماضي رُبما.

عندَما نأتي لنضع احلام في خانة مُعينة. فقد نصنفها بجانب واسيني الأعرج، إلا أنها ليست بواسيني رُغم الشبه الكبير بينهُما فكلاهُما يكتُب قصص حُب مع اختلاف الأغراض إلا أن لغتُها أقوى من واسيني، وقلمها ينم عن ثقافة غربيّة –فرنسية - . قد تكُون كذلك قريبة من محمد حسن علوان. إلا أنها تتفوق عليه بمراحل كَبيرة من ناحية اللغة والصور والثقافَة والفِكرَة المحورية أيضاً. الأفكار عندَ محمد علوان مُكررة وليست هادفة. قرأت لكُل من هؤلاء الثلاثة رواية واحدَة. قَدْ لا يكُون ذلك كافياً للحُكم عليهم ولكنّه كافيٌ لاخذ فكرَة بسيطَة.

الرواية جميلة . أحببتُها. ولكنها لم تستحق كُل تلك الضجَة التي أثيرت حولها. هي رواية تُقرأ مرة واحدَة حتَّى يظل تأثيرُها واحداً ولا يتفرع.

هناك 4 تعليقات:

Eslam Samir يقول...

تصدقين [كوفية ] ؟
قرأت ذاكرة الجسد قبل عام كامل تقريباً
ولا زالت حُمَّى قراءته تراودني من الحين إلى الآخر ..

قراءة الذاكرة فعلا محاولات تراوغ [الدوخة] في رؤوسنا !

ثناء Kofiia يقول...

رُبما يا إسلام.
هنالك العديد ارهقتهم هذه الرواية مثل نزار قباني.
لم تُرهقني أبداً، لم تتعبني وتجعلني أتحد فيها كروايات كثيرة.
وجدتها عادية جداً.
أتصدقين لو قلت : أتمنى لو ياتي أحدهم ويطلب إلي ثلاثية أحلام حتى اعطيه اياها !

شمسـ لاتـ غ يب } يقول...

لا اخفيك بأنني ممن تروق لهمااحلام , اعشق لغتها الرشيقه , وحرفها الباذخ, هي وربي باسقه, اتمنى ان احتفي بي ولوجك في مدونتي, لقلبك السعد..

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً شمس مرة أخرى ..
أحلام قلمها جميل ولغتها عذبة :)