الثلاثاء، 31 مارس 2009

tachycardia

كان حدثاً غريبًا بعض الشيء. أو بالأحرى لم أكن أتوقعه. لم تكن المرَّة الأولى أبداً ولكن المرة الأخيرة التي رأيناها في هذه الحالة كانت قبل نصف سنة، لم نعرف أنها قبل أربعة أيام مرّت بحالة مشابهَة.
ظننتُها تقُوم بمداعبتي. رمت بجسدها جميعهُ على حجري. صرختُ فيها : مش وقتك ! وضحكت لمى . صرخت من جديد : يا الله ما ازنخك ! لم تتحرك وظننتها تكورت على نفسها لتُخبئ ضحكا عنها . فرفعتهُا سريعاً. كان جسدُها متيبساً وكُنت أصرخ عليهَا : مالك ؟ ولك مالك ؟ ولك اصحي !
لم تتحرك. لم تتحدث. لم تقُم بأي إشارَة ما. كانت عيناها مُغلقتان، تتنفس بمعدل سريع جداً وترجُف. لم أعرف ماذا أفعل، وبسُرعَة ارتفع صوتي وطلبتُ ماءً من سارَة. قُمت برش الماء على وجهها ولم تستيقظ. قد نعرفُ الإسعافات الأولية ولكننا – أو رُبما أنا – في حالات مشابهَة نقف مشدوهين ولا نعرف ماذا نفعل. من أين أبداً. ماذا يحدُث في الأساس حتى أعرف ما المُتوجب عملُه.
أخذت سارة تقيس نبضات قلبهَا. كان نبضُها مُرتفعاً بشكل كبير. 120 نبضة في الدقيقة. وهو أعلى بكثير من المعدل الطبيعي. كان تنفُسها يزداد ونبضاتُ قلبهَا صارت مسموعَة بشكل كبير. كاد قلبُها أن يقفز من مكانهِ. مددناها، ورفعنا قدميها للاعلى. أخذنا نضغطُ على الوريد الذي في كاحلها. أخذت سارة حتاول أن تتحدث إليها. وبدأت برش عطر على يدها وتقوم بتقريبه من أنفها لكي تستيقظ. لم تكن هنالك استجابة واضحة. كان الأمر يزداد سوءً وكانت كُل دقيقة كانت تُحسب منّا.
تجاوبت للعطر وبدأت عيناها تُفتح، ثم تنغلقان من جديد مرة أخرى. لم تكن تتحدث أبداً. بدأت سارة بالصراخ : لو عم تسمعيني شدي ع ايدي. فتحي عيونك وحركيهن باتجاه اصبعي. أخذت تشدُ ببطء على يديها وتُحرك عينيها ببطء شديد جداً. كان معدل السُكر منخفضاً بشكل كبير. أخذت سارة تنادي على فتاة بعيدة. وقامت وسن بمكالمة والدها – طبيب – حتى تستفسر أكثر عن ما يُمكننا أن نقوم به. طلبنا من السائق إيصالنا لأقرب مستشفى. ثم قمن بتغير رأيهن لأن هنالك عيادة في الجامعة، لم نتذكر أن عيادة الجامعة تفتح في وقت متأخر إلا بعد ان ابتعدنا كثيراً.
اتصلت إحدى الطالبات بصديقة لها وسألت عن الطبيب المداوم فأخبروها أنه خلال عشر دقائق سيكون متواجداً. لم يات أحد، طلبنا من الحرس رقم الطوارئ ! الحرس ساذجين لدرجة كبيرة : البنت تعبانة وايد ؟ تنتفس يعني ولا لأ ؟ ايش نساوي ؟
كُنت في أوج غضبي : لو واحد فيكم عنده ضمير بيجي بيحمل البنت وبسيارته ع أقرب مستشفى ! لو واحد فيكم بس !
سيارات الاسعاف قليلاً ما تأتي. ورغم ذلك طلبنا إسعافاً. وكانت المشكلة أنهم سيضعوها على قائمة الانتظار لأن حالتها بدأت تصير أفضل. فتحت عينيها وشربت عصيراً ومازت ممددة في أرضية القاعَة. تعاون بعض الأشخاص، قاسموا ضغطها ونبضات قلبها. كان ضغطها قد تحسن وعاد طبيعياً ونبضات قلبها قد عادت للوضع الطبيعي. صرح الدكتور بأن ما حدث كان عارضاً عادياً لانها لم تأكل. ربما لانه لم ير كيف كانت عندَما كُنا على الطريق ! لو رآها لتغير رايه كثيراً. أن تسمع نبضات قلب الفرد وبأن تتعدى ال100 ويغرق الفرد في إغماءة ليس أمرضاً عرضياً عائداً لعدم تناول الفُطور !

لا أعرف ماذا كُنا سنفعل لو لم تكن سارة معنا مثلاً !

هناك 6 تعليقات:

حمودة يقول...

يا إلهي! كانت على الحافة إذا... حمدا لله على سلامتها

إن كانت تعاني من أحد أمراض القلب، فالمفترض أنها تحمل معها أدوية معينة تنظم ضربات القلب، على الأقل عليها تذكر مراجعة الطبيب بهذا الخصوص. لأن استمرار تسارع نبضات القلب بهذا الشكل لفترة أطول من بضع دقائق قد تؤدي إلى الوفاة -لا سمح الله-.

أظن أن التهجئة الصحيحة للحالة هي: Tachycardia

ودمت بخير...

ثناء Kofiia يقول...

هي لا تحمي أدوية ولا تعرف ما معها. ما حدث كان تشخيصاً منا نحن لما لاحظناه. لا أحد ترتفع نبضات قلبه بهذه الطريقة إلا وهنالك سبب معين لهذا الأمر !

التصحيح صحيح \ شاكرة لك
يا أهلاً

؛ الأَخِـْيليّـةْ ؛ يقول...

حديثك عن الأمرّ يا كوفيّة لا يجعل القاريء إلا مُتوسداً للذُعر ..

ثمّ إنّه من الواضح أن الأمر أضخم من مُجرّد عدم تناول إفطار !

حمداً لله على سلامتها على كُلّ حال..
.
.
قُبلات (F)..

ثناء Kofiia يقول...

جالتها بعد فترة عادت طبيعية فظن الجميع أن الحدث كان عابراً :(

الله يسلمك الاخيلية ..

حمزة التلاوي يقول...

مبدعة في السرد
أنت توثقين نفسك بطريقة رائعة
أحسنت فأنا أحب من يؤرشف نفسه ويكتب تاريخه بنفسه ، ربما في خريف العمر تتفتح هذه الأوراق مثل الورود وتعود بنا إلى أيامنا الصغيرة ، سوف نبكي نعم ولكن قمة السعادة عندما يقرؤها أبناؤنا الصغار المتجمهرين حولنا بكثافة وحب وشوق .

شكراً كوفيه ومشتاق .

ثناء Kofiia يقول...

حمزة التلاوي،
في حقيقة الامر أنا لا أحب كتابة المذكرات :p ولكنني اكتُبها احياناً حتى اعود للوراء وأقرأ وأضحك أو أبكي :)

اتمنى أن تكون بخير حمزة .