الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

البحَّارُ الذي لفظهُ البحْر - يُوكيو ميشيما


الغُرفَة البعيدة، حجر الصوان الذي تنكشفُ خلفه قصة الخليقَة الأولى. كيف جئنا ؟ جسدٌ عاريٌ ينطوي بلحاف، غُرفَة مليئَة بالأحاجي : يُفكر نوبورو . وحياةٌ سابقَة تعرف فيهَا الأبطال على بعضهم البَعض قبلَ أن يعيشُوا أحداث الرواية.
أرملة تعيش وحيدَةً مع ابنها ، تُحب بحَّاراً يترُك كل شيء لأجلها ويُهديها المليون ين في حسابه لكي تكُون زوجةً لَهُ. فتبدأ الأم بإعادة النظر في زواجها وأخذ يد العون من بعض الصديقات. و أتساءل : كيفَ يجب لاختياراتنا أن تكُون ؟ كيف نختارُ رفيقَ العُمر الذّي سيَمُد النُّور لحياتنا ؟ وكيف بنا أن نعرف بأن خيارنا سيكُون رائعاً أو سيئاً وبائساً ؟
ما مَعنى أن لا يكُون هُنالك أبٌ في البيت ؟ كيف لقلبِ طفل أن ينبض دُون أب ؟ لماذا يتصور الأطفالُ أن الآباء عبارَةٌ عن أشخاص سيئين. الأب القاسي، الأب الناعم ، الأب الجبروت ، الأب المُهمل، الأب الزير . فلا أب جيد في هذا الكَون حسبَ رأي نوبورو وأصدقائه مما يؤدي لأن يُحسد نوبورو من أصدقائه لأنَّهُ وحيدٌ دُون أب.
يتخبئ الجَشعُ خلفَ الرواية . تُدعمْ فِكرة أن بعض الأطفال جشعين وقُساة وأصحاب قُلوب مُتحجرة وأننا نحنُ الكبارُ نجاري خبثهُم لأننا نلمحُ البراءَة في عُيونهم . الرواية جميلة ، خفيفة ، شاعرية وتحملُ سحنة حُزنٍ في النهاية كمعزُوفة بدأت تحني صَوتها منَ التعبْ.

انتبهت خلال بحثي عن الرواية بلغة أخرى أن الرواية أنتجت على شاكلة فيلم سويدي منذُ سنوات بعيدَة – أظن بالسبعينات - .

ليست هناك تعليقات: