الجمعة، 1 أغسطس 2008

ميلادٌ ،


تجمّعتْ الإيام في آخر رواق من الرحم، التفت بالمشيمة وامتصت غذاءها منْ أشعة الشمس. بذرت دقائقها فتمتمت ساعاتها لـ تبدأ بالصُراخ. صَرختْ الرياح فوُلدت الأشجار والبحار يتخلّلُها النسيمُ ، ولاح البشرُ منْ البعيد؛ شَعرتْ الأمّ بقبضة؛ إنّهُ الفصلُ الأوّل من المخاض الطلقْ . اعتلى الصياحُ، فـ رفسَ الطفلُ الرحم بقدمه وخرجَ مطوّقاً بحبل سرّي. حُملت اخبار المولودْ الجديد على صفحات الماء فقشّر الليلُ لُبّها وخرجتْ كـ اسطوانة موسيقا في الثمانينيّات. انحنت الآذان فـ سجَدتْ وصارتْ عبيداً. بدأت الأرضُ تُخرج من فيها الحجارة والمَعادن، وضَربَ في الأرضِ بقرٌ وماعزْ. صار للجواميس قُرونٌ حاكَتها الحجارة بأسنانها. الدمُ ملأ قلبَ الصَغير، الشرايين ثَقبتهُ لتتخذ لنفسها مَكاناً مَرمُوقاً ، وعرّجت الرئتان من البحر للأعلى. انتفختا وانتصبت قصبةُ هوَائيّةٌ مناصفةً بينَهُما. تشرَّب التُرابُ بالماء فصَار لحماً وكَسا الصبيَ لـ يَصيرَ رجُلاً. صَارَ في الأرضِ بئرٌ وأغدايرُ ماء معقُودة على يَاقة الأرضِ بدَبُوس، ومنَ النَارِ وُلدتْ الحَكايا كُلّها. قُرعتْ الطُبولُ في لحظة صَمتْ فحبلتْ الأرضُ مرّة أخرى . إنّها حكايةُ السَماءْ ؛ تَمتَمَتْ الغُيُوم الشَاهدُ الوَحيد.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...



ثريّةٌ جداً يا كوفيّة
سعيدةٌ بعثوري عليكِ (F)

ثناء Kofiia يقول...

أهلاً ندى .
أنا سعيدَة بكِ أكثر (k)