الخميس، 31 يوليو 2008

العَمى - جُوزيه ساراماغُو


هَكَذا فَجأة فقد بَصره و نفخ في وجه الآخرين !
تبدأ الرواية بعجُوزٍ يُعمى في سيَّارتهِ في الشَّارع لتكتسي المدينة بالعمى بعدَ ذلك .
أكادُ أرَى. أتلمسُ الظلامَ بكلتا عينيَّ ، أمَررُ أصابعي على الجُدران . أتحسسُهَا. ما لَونُها ما شكلُها ؟ أين هيَ ؟ أمسكُ حفنَةَ ظلامٍ أغطي يدايَ وأنامُ لأصحُو وفي عينيَّ بحرٌ حَليبيٌّ.
الروايَة المُرهقَة جدّاً " العَمى " حينمَا ينتشرُ العمى الأبيضُ فجأةً بينَ البَشر ويستنزفَ كُل طاقَة العالَمْ. كُنتُ خلال قراءاتي أشعُر أن كُل العالمِ فجأة فقدوا بصَرهُم ولم يتبقَ سوايَ. في كُل صبَاحٍ كُنتُ أفرُك عيني. هل مازلتُ أرى ؟ هل عيناي تُبصران ؟ هل أستطيعُ أن أدركَ الأشياءَ حولي ؟ وأحمدُ ربِّي على النعمَة هذه . الغَريبُ في الأمر أنني سقطُ مرَّة وجاءَ أخي ليتلقفني ويُصيح : أنظري أمامكِ . فتمتَمتُ : أنا لا أرى !
خلال قراءتي بدَأت العَديدُ منَ الأفكارِ تلمعُ في رأسي : هل سنفقدُ بَصرَنا يوماً ؟ وإن فقدناه هل سنعرف أن نعيش ؟ لو فقدَهُ أحدهُم ما فهل سيكُون قادراً على أن يعتَادَ عليه بعدَ أن قضى حياتهُ مُبصراً ؟ وكيفَ سيكُون اشتياقهُ للألوَان ولوُجُوه النَّاس ؟ ما هُو العَمى ؟ هلْ هُو أن تفقدَ القُدرَة على رؤيَة ما حولكَ أو أن تنفقدَ القُدرَة على تمييز الأشياءِ حَولكَ ؟ تُضيفُ الرِّوَايَةُ معنىً آخر للعَمى تُختَتَمُ بهِ.
أعجبني أسلُوب الرواية كَثيراً . التَرجَمَة كانت مُمتازَة كثيراً رُغم بعض الأخطاء القليلة . تنقُل ساراماغُو بين الأحداث بتلكَ الطَريقَة كانَ غايَة في الرَّوعَة. إنَّهُ يملكُ القُدرَة على أنْ يعبث في فِكرِ القارئ كثيرَاً. استَطاعَ الكتابُ أن ينقُل أحساسيس : البُؤس ، الألَم ، النتانَة ، الابتذال، الحُب ، البُغض، الأمل، الشُؤم، القُوَّة ، الضعف. في رواية واحدَة ويجعَلها تتجسَّدُ في عقل القارئ. هيَ رواية يجبْ أن تُقرئ.


يجبْ أن أشيرَ إلى أنَّ الروايَة مُثلتْ فيلماً وستُعرض في نهايَة شهر أيلُول في السينَما . وهُنا الترايَل :
أظُن أن الفيلم سيكُون رائعاً :) .

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

شدتني الرواية جدا، حتى دون أن أقرأها، هل توجد منها نسخة إلكترونية؟

:)

ثناء Kofiia يقول...

الرواية رائعَة وتستحق .
بحثت للأسف عنها ولمأجدها :)

أهلاً بكَ دائماً حمودة .

غير معرف يقول...

اشكرك جدا
فكرة ذكية عرض الكتب من فتاة ذكية
الى الامام

ثناء Kofiia يقول...

سارة ،
كُل الشُكر يا عزيزتي :)