الجمعة، 5 أغسطس 2011

قتلوك يا درويش مرتين



منذ أكثر من سنتين بدأ فراس ابراهيم العمل على إنتاج مسلسل يحكي قصة الراحل محمود درويش، وهو يعرف كل المعرفة أن إنتاج مسلسل كهذا سيعرضه ليس للنقد فقط وإنما للنقد اللاذع جداً، ومن هذا المنطلق كان على فراس إما أن يعدل عن فكرته " الجهنمية " تلك أو أن يقوم بإنتاج مسلسل مميز دون خطأ واحد، ولكن فراس لم يعدل عن فكرته الجنهية وبالفعل قام بإنتاج مسلسل مميز جداً عن شاعر مراهق تلاحقه الفتيات والمعجبات ينتحل اسم محمود درويش !

كثيرون هم من طلبوا أن لا يُعطى الدور لفراس ابراهيم، لأسباب كثيرة تبدأ بالملامح وتنتهي بالشخصية؛ ففراس قصير القامة، يتحدث لهجة سورية، ليس لديه تلك الهيبة التي يفرضها درويش في أمسياته، ولا يملك ذلك الاحساس الذي يهبك إياه درويش حينما يقرأ قصائده، ولكن فراس أصر أن " يكبر راسه " لأغراض ستظل في "بطن الفنان " لحين الافصاح عنها.

لم يحصد فراس ابراهيم في حياته كممثل شهرة كبيرة، ولم يلتف حوله المعجبون باحثين عن قبلة أو صورة، ويبدوأن الشهرة ظلت تؤرقه و " لعب الشيطان بعقله " كي يعيش الدور حتى وإن كان وقتياًً؛ فليس هناك أجمل من أن يمثل أنه محمود درويش ويبدأ باختلاق القصص الغريبة التي يظن أنها ستعمل على ربط اسمه بالشاعر الكبير ولربما سيتهافت عليه الأطفال يوماً ما ليهمسوا في أذنه أنه يذكرهم بالشاعر الذي لم يروه.

أؤمن أن أي عمل درامي يريد أن يحكي قصة مكان أو حياة عليه أن لا ينسى التفاصيل الصغيرة التي سنبحث ، نحن الذين عشناها، عنها لنتساءل كيف اكتشفوا أسرارنا الصغيرة تلك، إلا أن نجدة وفراس تناسوا كل تلك التفاصيل وأجبرونا أن نشاهد مهزلة درامية رخيصة. حمل فراس في المسلسل جوازاً بلون أحمر، وتلونت جدران منزل درويش في رام الله بلون أخضر مصفر بشع جداً ب " قدرة قادر يا سبحان الله "، وصار درويش في المسلسل يتحدث السورية بطلاقة منسلخاً من لهجته الفلسطينية إضافة لتهافت المراهقات عليه للبحث عن قبلة أو نظرة وجعله يعيش قصة حب رخيصة مع عشرينية، ولم ينس نجدة أنزور أن يعمل على تعرية " ميرنا المهندس " في كل حلقة أكثر فأكثر. وقد تحول إلقاء محمود درويش في المسلسل إلى إلقاء ضعيف ظهر فيه فراس ابراهيم كممثل مبتدئ حفظ كل حركة قام بها درويش في أمسياته وقدمها بركاكة وسطحية وباصطناع مليء بالأخطاء النحوية لدرجة أن أخي الصغير إذا أراد إضحاكنا صار يعمل على تقليد إلقاء فراس. 

قتلوك يا درويش مرتين؛ الأولى حينما قرروا أن يحولوك لنص درامي ركيك، و الأخرى حينما شوهوك بهذا المسلسل ! 

في كل ليلة أفتح التلفاز في وقت عرض مسلسل " في حضرة الغياب " على أمل أن تكون هذه المهزلة قد توقفت... و ان شاء الله" بدي أوزع كنافة ازا صار و توقف " .

هناك 12 تعليقًا:

Mothanna يقول...

أنا يمكن لإني ما بعرف كتير عن محمود درويش ما تششجعت اني احضر المسلسل..فراس ابراهيم شكله الخارجي في المسلسل بتهيألي بشبه محمود درويش..بس كممثل تمثيله مصطنع كتير ومبتذل..بش شفت برومو المسلسل وما شجعني كتير اني اشوفه

ثناء Kofiia يقول...

اهلا مثنى
لا ما بشبه درويش :(
حلقة اليوم كانت منيحة نوعا ما بما انها كانت عن الطفولة بس اول اربع حلقات ما ممكن تغفر لبقية الحلقات لانها فاشلة بامتياز !!

واحد محايد ;) يقول...

لم أشاهد ولم أتابع، لكنني سأطرح تعقيبي الأولي على الموضوع.

برأيي، ليس علينا أن نطلب عرض درويش كما نعرض حياة الأنبياء المخلصين. محمود درويش كان شيوعيا، وبلا مؤاخذة، لابد أن له زلات وصَوْلات كم هي حال أغلب الشيوعيين من أبناء جيله.

من الأمانة أن نعرض درويش ككتاب بأوراقه كلها إن أردنا توثيق الحياة في عمل درامي، وإلا فلنعش على أصداء صوته في الحفلات برام الله.

ولابد أنك قرأتي قصيدته الرائعة: بين ريتا وعيوني بندقية. من نسيم كلماتها وَرِقـّتها أقول أنها قصة حقيقية.

لن أعلق على الأداء والحبكة لأنني لم أشاهده، ولن أتابعه حاليا.

ثناء Kofiia يقول...

لو أنها عُرضت بأمانة لما اعترض أحد
أنا لم أعترض على قصة الحب وحدها، ولنفترض صحتها فهذا لا يغفر للمسلسل أبداً فالأداء والتمثيل وقراءة القصائد ليست من قريبة من درويش أبدا وللاسف ليس درويش وحده فحتى الممثل الذي يمثل دور مارسيل خليفة : تعبان جداً
اضافة للاخطاء الاخرى في اللهجة والطبيعة الفلسطينية بشكل عام

يا اهلا

Alaa يقول...

انقطعت عن مدونتك لفترة طويلة والمدونات بشكل عام ، لكن بالفعل اشتقت للمدونة وجئت لزيارتها الآن .

ثناء Kofiia يقول...

تسلميلي الاء
أهلين فيكي

حمزة التلاوي يقول...

كل ما اتذكر هذا الموضوع بنسم بدني وبتعكر مزاجي يا الله مجرد إني أروح أحط ع المسلسل مش متخيل شو راح اعمل بالتلفزيون ...

كوفية مبدعة أنتِ

ثناء Kofiia يقول...

أهلا حمزة
الي فترة مش فاتحة التلفزيون بس بتصور لنعطي المسلسلس حقو مدامو بعدو عم ينعرض المفروض نحضروا كلو
عموما نجدة انزور عندو طريقة ربط عجيبة بين الشخصيات بالمسلسل متل معظم مسلسلاتو
هالحكي بدو تدوينة تانية ليخلص المسلسل ان شاء الله :)

حمودة يقول...

كنت أكثر نشاطا في التدوين قبل تخرجك يا كوفية :)

ثناء Kofiia يقول...

منذ تخرجي وفرصة تواجدي بالقرب من حاسوب ضئيلة جدا :)

lina aude يقول...

مع إني بحب فراس ابراهيم ك صوت و مسلسل زورز الكرتوني ممتاز عليه و بزيادة !
أما المسلسل ف جد مو حلو
يعني أنا و إنتِ و غيرنا من الشباب بنتزكر درويش أما الجيل اللي ما عاصره ، بكرا لما يشوف هيك مسلسل بشو راح يتزكر درويش ؟!

و بعدين نجدة أنزور ئله من السنة الماضية بخبص ، شو بفكرنا زغار و لا ما بنفهم ! مخرج كبير إنت فاحترم المكانة اللي إنت فيها .

ثناء Kofiia يقول...

أهلين لينا
أنا ما خلصت المسلسل بعدني بس قرفت منو :(
ايه لاحظتي تخبصات نجدة انتي كمان ؟ ولأ أخد جائزة عن مسلسلو تبع رمضان الماضي مع انو بغض النظر ن القصة ياللي مش راكبة فالاخراج كان سيء .

نورتي:*