السبت، 30 يوليو 2011

المعجزة أو سبات العقل في الإسلام – جورج طرابيشي


  يتحدث جورج طرابيشي في كتابه عن المعجزات التي نُسبت إلى سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وكيف أخذت هذه المعجزات بالتضخم شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت إلى أن وصل الأمر ببعض المذاهب لنسب المعجزت للصحابة أو الأولياء الصالحين.

  لم يحص ابن هشام في سيرته للنبي صلى الله عليه وسلم سوى عشر معجزات، وبعد نحو قرنين من الزمان أحصى المارودي أربعين معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم و أحصى بعده بقرن القاضي بن عياض مئة وعشرين معجزة للنبي. وقد ظلت تتضخم هذه المعجزات حتى وصلت إلى الثلاثة آلاف معجزة.

  توقفت المعجزات السنية عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يُنسب أي منها للصحابة إلا فيما ندر على عكس المذهب الشيعي الذي ظلت فيه المعجزات تمتد حتى وصلت للأئمة الأحد عشر، وحسب رأي الكاتب فالمذهب الشيعي ما كان له أن يستمر لولا الخيال الخصب و المعجزات التي ظلت تتكاثر لثلاثة قرون.

  معظم المعجزات في المجمل كانت متشابهة أي أن القصة تقريبا كانت واحدة ولكن الاختلاف كان بالشخوص والزمان والمكان فكل مذهب كان ينسب القصة لصالح شخوصه.

هناك 4 تعليقات:

أبو حسن يقول...

شخصيا لم أطلع على الكتاب، لكني أستطيع تخمين طريقة معالجة طرابيشي للموضوع من خلال ما قرأته له.
اشكالية الكتاب تبدأ مع عنوانه
فبدون الدخول في نقاش حول المعجزة كفعل أو حدث وموقف المؤلف منها، يحق لنا أن نتساءل:
هل تنامي المعجزات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم في التراث الإسلامي من خلال روايات متناقلة دون تحقيق أو إثبات هو دليل على سبات العقل في الإسلام ؟
دون الدخول في نقاش حول المعجزات المشار إليها وحول من يجزم بثبوتها، نتساءل أيضا: أين موقع هذه المعجزات الثلاثة آلاف في وجدان المسلم ؟
لو أوقفنا أي مسلم (من مسلم بسيط إلى إمام مسجد) وسألناه أن يُعدّد لنا معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، فكم معجزة يستطيع أن يذكر لنا ؟
هذه أسئلة، بالنسبة لي، تحدد موقفي من هكذا كتب ودراسات لا هم لها إلا نبش التراث، ليستخرجوا منه "مستمسكات" بهاجمون من خلالها الإسلام، بغض النظر عن قيمتها العلمية ومدى ثبوتها. وهم بفعلهم هذا لا يفرقون بين التراث، الذي لا قيمة له لو تم تجريده وتنقيته، ولا قيمة له لو قامت القطيعة بينه وبين عامة الناس وانقطع التفاعل بينهما، وبين ما يشكل فعلا العقل الإسلامي والفكر الإسلامي.
هذه خواطر سريعة حول كتاب لم أقرأه...

ثناء Kofiia يقول...

اهلين ابو حسن ... كان بودي اكتب اكثر عن الكتاب ولكن جهاز اللابتوب تبعي خربان من اكتر من شهر للاسف اضافة لانو قرات الكتاب قبل شي خمس شهور واعتمدت على ذاكرتي لاكتب ملخص بسيط لاهم الامور الي سلط الكاتب الضوء عليها وحاليا عم رد من الموبايل :d
اكيد انا مش رح اتفق مع الكاتب بكتير امور لكن بآمن انو من المفترض انو نقرأ للاخر حتى نعرف كيف بفكر فينا وشو بيكتب عنا.
 لكن الاسلام مش قائم على المعجزة ... بمعنى انو نحنا ايماننا مش نابع من مبدا اننا شفنا هالمعجزات وامنا وبدونها ابمننا رح يهتز او ينهار اضف الى ذلك انو هل سبات العقل في الاسلام فعلا نابع من تضخم المعجزات ؟؟ برايي اكيد لاء :)

أبو حسن يقول...

أهلا كوفية، سلامة اللابتوب...
بالطبع لست ضد القراءة للآخر، وأنا نفسي أقرأ لطرابيشي، لكنه يتعبني بكتبه الطويلة المليئة بالنصوص المنقولة التي يريد أن يبرز من خلالها سعة اطلاعه وإحاطته بالموضوع... وفي النهاية، فإن كتبه كلها محورها واحد... بيان مساوئ الإسلام الذي لا يرى فيه حسنة واحدة !
وهو انتقائي في اختياره وتوجيهه للنصوص، ومن تتبع ما ينقله بان له ذلك، وقد بينت بعضا من انتقائيته في تعليقي على أول فصلين من كتابه "من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث" الموجود في مدونتي (التي لا أهتم بها كثيرا)
على كل، بالنسبة لي، فإن الفائدة من مطالعة كتب طرابيشي هي التنبه لبعض الأطروحات التي تدفعني للبحث ومزيد القراءة حولها، فأثري معلوماتي حولها وأخرج بعد ذلك باستنتاجي الخاص عنها...

ثناء Kofiia يقول...

صباح الخير
بالضبط هو يأخذ ما يريد لتبرير موقفه ويترك الجزء الآخر. كمن يستدل من القرآن بالايات التي تحض على القتال وييتناسى " عمداً " الآيات التي تحض على السلام .
ولكنني وجدت كتابه مميزا لانني تعرفت على كتب أخرى من خلاله وعلى امور جديدة ايضا ... ولكن هنا ياتي دورك كقارئ كي تعرف صحتها من عدمها .
سعيدة بوجودك