غنيِّة بلا صُوت ،

إن الهُدُوء يطلي هذا الصباح ويمسحُ على جناحهِ بخفة ؛ يُرتبُ هندامهُ كي يصيرَ اكثر أناقَة رُبما يُعطيهِ دَرساً في اللباقَة . هذا الهُدُوء غريبُ الأطوار، والشمسُ فيهِ مُدروة تدويرَة كاملة راميَة خُيوطاً كثيفَة عَلينا. ضبطتُ ذاكرتي على أن تقرعَ ليلاً. الساعة الثانيَة عشرة مساءً بالتمام. لمْ تقرع، ولم تَتراود أيةُ أفكار. شيءٌ من الهُدُوء نسجه هذا الصباحُ.

ليسَ هُنالك صَوتُ لفيرُوز أو إديت هذا الصباح وليسَ هُنالك صوتٌ لزياد، قديسُ سارَة، يُنادي قبل أن تنضجَ الشمسُ في رحم السماء : أنا مُش كافر. هُنالك فراغٌ وصوتُ هواءٍ يخرج سريعاً من أنف المُكيف ويُدغدغُ شعري كي يرقُصَ أو يطيرَ للخلف نَحوهُ.

أغلي قَهوةً، حليباً، أحملُ جميعَ الرسائل، أفُضها وأقرأ. أكُتب ردُوداً كَثيرَة واغير القلمَ في كَثير من الأحيان. أحب تلك الرسائلَ، لأنها صديقَة الصباح \ خليلته \ أغنيته ، هي الهُدوء الذّي يجعلُنا نتأكد من أن هُنالك شيئاً ما يُحرك دائرة الأيام. هُنالك شيءُ يكسرُها وآخر يُكملها تباعاً، حتَّى تظلَ مُلتصقة باسم : دائرَة.