الأحد، 5 أبريل 2009

عُلبَة كبريت مُنتحرَة


لِنَقُلْ : أنَّ العالمَ عندَما يوَّدُ أن يُؤكد فرَضية أنهُ صَغيرٌ وأشبهُ بقريَة صناعيَّة كَبيرَة فيهَا كُل البَشر مجتمعُين حَول حلقَة نارٍ وهُنالكَ عازفٌ واحدٌ يُحركُ أصابعهُ على الجتيارِ يبدُو معرُوفاً. هُو وسيمٌ ،نحيلٌ وطَويل في نفس الوقت. عظامُ وجهه بارزة، شعرُه مُجعدٌ، وبعضٌ من الشعرٍ مُتناثرٌ على وَجهه. كان يبدُو مألُوفاً بشكلٍ كَبيرٍ جداً. عرفتُه ولم أعرفه. قد يكُون هرب مَعي في حُلم واتفقنا فيه أن نقُص بعضاً من الغُيوم في الحُلم لنُجري عليها تجاربَ في المُختبر. قَد يكُون صبياً لعبتُ معهُ في صغري. قَدْ يكُون طفلاً تشاجرتُ معهُ في الروضَة. أو آخر كان يُنافسني في الصف الابتدائي فضربتُه على رأسه. هُو صُورَة مهزُوزَة بينَ حُلمٌ و واقعٍ. يحُك جبهته. يحُكُها كثيراً كمن يعرفُني ولا يعرفُني. وأنا أنظُر إليه، أتابعُ عزفهُ، كمن يعرفهُ ولا يعرفهُ في نفس الوَقت.

هُنالكَ أيضاً فتاةٌ، طَويلةٌ ونحيلَة أيضاً. شقراءُ لا أتذكرُ أنني رأيتُها في حَياتي. ولا تتذكر أنَّها قَدْ رأتني في حياتها. ولكن وَجهي مألُوف حسبما تقٌول.أخبرتُها أنني لمْ أرها يَوماً ولكنَّهُ قد يبدو مألوفاً مادامت قد قالت ذلك.
تأتيني كل يومٍ لتُؤكد أنني قدْ رأيتُها في مَكان ما. أنا لمْ أرها يَوماً، لم أعرفهَا يَوماً. رُبما هي مجنُونة تود استغلالي. قد أكُون حدثتُها في حياةٍ أخرى ولكن ليسَ هُنا أبداً ! رُبما في عالمٍ آخرَ، في جسدٍ آخرَ ؛هربت رُوحي وصادقت روُحهَا على حين غفلَة.

عندَها فَقطْ يأتي إلينَا ويعمل على نفث تجارُبهِ وفرضيّاتهِ فينَا ويأخُذ بالهذيان . يستمرُ في هذا بيدَ أنَّهُ عُلبَة كبريت صغيرة كَثيراً ولن تكبر يَوماً لان خلاياها قدْ فشلت في الانقسام، فياخذُ بحك جانبه كي يشتعلَ ويجعلَ العُلبَة الصغيرَة رماداً أطلق عليها مُسمى : كَانَ . وتتبعُها قصة قَصيرَة تقُول : كان يا مَكان عُلبَة كبريتٍ صَغيرَة انتحرت لأنَّها تذكرت أنها ولجت عالماً آخر ليسَ لَها.

تمعَّنتُ جيداً في قَسمات وجهها اليَومَ. لم أشأ أن أتحدثُ مَعهَا، تجنَّبتُها، ولكنّها أخذت تُقلب الدفاتر والكُتب في يدي. تُحاول معرفَة ما أقرأ، ما أكتُب، ما يُبهجُني. تستمرُ في القَول أنها تعرَّفت عليَّ في عُلبَة كبريتٍ صغيرَة مُنتحرَة ثُم تضحك. هي لا تعرف أنني لم أسكُن يَوماً عُلب الكبريت المُنتحرَة.

هناك تعليقان (2):

حمودة يقول...

لم أفهم شيئا حقا...

أعني هل هذه مذكراتك حقا؟ أم أنك تحوّررينها كثيرا لتبدو بلا معنىً للقارئ، وتبقى ذكراها لك فقط؟

حاولي أن تستخدمي الصور الصحيحة للتعبير عن معنىً ما، حتى وإن كان المعنى يعنيكِ أنت فقط.

على أية حال، بالتوفيق يا كوفية :)

ثناء Kofiia يقول...

لا يهُمني إن فهم الغير مذكراتي أو لا :) هي تماماً امر يعني فقط. أشياء أود أن احتفظ بها لنفسي وأن لا يُشاركني بها أحد.
هُنا كوخي الصغير أكتب فيه لنفسي :)