الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

عشرُ دقائق ،

عشرُ صور، عشرُ آياتٍ ، عشرُ حكايات، عشرُ قطراتِ ماءٍ، عشرُ اصابعَ ملوتية، عشر نوبات ، عشر غاراتٍ، عشرةُ قتلى، عشرُ مساحاتِ حُزنٍ ، عشرةُ أطفالٍ ، عشرُ مُدن، عشرةُ قلوبٍ. الرقم عَشرَة الذي يخيتبئ تحت حكايَة الأرقام المُفردَة ويجعل من نفسهِ ولياً عليهِمْ. العشرَة المريرَة التي ينتهي فيهَا عالم ويُبنى آخر. التي تنطفئ فيهَا ضحكَة وتشتعل شمعَةُ عزاءٍ في وطن آخر. التي تُمطر فيهَا غيمَة وتدمعُ عين.

عشر دقائق . فيلم حاز على جائزة أفضل فيلم أوروبي . للمخرج Ahmed Imamovic . ويتخذ ايطالياً والبُوسنة مسرحاً لمشاهده. يحكي الفيلم عن مصور آسيوي في عام ألفٍ وتسع مئةٍ وأربَعة وتسعين يأتي لمحل تحميض أفلام في روما ويطلب تحميض أفلامه خلال عشر دقائق. ينهدش كثيراً هذا الآسيوي من التكنلوجيا السريعَة في هذا العَالم. يا الله في عشرَة دقائق استطاع تحميض الافلام التي مَعه وجُعلت صوراً يفرح بهَا. ماذا فعل خلال تلك العشرة دقائق؟ ببساطَة جلس خارجاً ينتظر لحين اكتمال التحميض. في جهة أخرى من العَالم في البُوسنَة تحديداً حيثُ الحرب بدأت تأكل الأخضر واليَابس ، حيثُ الحَرب بدأت تُكوم الأرواح في عُلبة تحملُها للجنَة. تقع عائلَة بسيطَة تنتظر الرجل الذي يأتي بالخُبزِ ورحلة الماء كي تعيش اليَومَ. يهرعُ الطفل الصغير لجلب الماء، يتعلقُ ببندُقيَّة فيمنعُهُ الجندي من أخذها ويُعطيهِ سيجاراً بدلا منهَا. يبدأُ القصفُ، يُحاول جمعَ أكبر قطراتٍ من الماء. أمي تُريد الماءَ وكذلكأختي وأبي والكُل . الماء الماء، سيارة الماء تتحرَك، الحنفية أغلقت، القصف مُستمر، القصف مُخيف. الـ long shot رائعة رائعة في هذا المشهَد. يُسرع الطفل ويهرُب لعند التُكنَة. يُريد أن يصل سريعاً لبيته لأنهُم في حاجة للماء. أخوهُ الصغير كان يبكي بالتأكيد هُو يريدُ الماء. يُسرع الطفل، المنطقة السكنية كلها تتعرض للسقف، لا يبكي، لا يدمع، لا يصرُخ. هُو يريد أن يشرب أهله من الماء. عشرُ دقائق لم تكُن كافية. كانت كالأفعى التفت عليهم وخنقتهم . في هذا الفيلم نستطيع أن نكتشف ماهية العشر دقائق وكيف أن في عشر دقائق تُموت أمم وتصحُو أخرى . الفيلم مُبكي و واقعي .



هناك تعليقان (2):

Hamed Ibrahim يقول...

إيه الوجع ده؟
!!

الفيلم ده فكرته جميله
وكان ممكن تكون قصة الفيلم عن مفارقات مختلفة عديدة في نفس الزمن مش مجرد موقفين فقط
بس جميل


كنت كتبت حاجة بتعبر عن الوقت بس عن الخمس دقائق:

في خمس دقائق لا أكثر
دون النظر لما عشناه
دون تفاصيل الأشياء
يملك أحمق تحطيم الآمال
من داخل منزله الدافئ
فوق سرير النوم الهانئ
ثم ينام براحة نفس!
وتزور الميت أشباحا
تملؤها الحسرة..
في كابوس النوم اليقظان!

ثناء Kofiia يقول...

حامد إبراهيم ،
موجع ولكن غزة موجعة بشكل أكبر :)
لو كان فيه مفارقات عديدة لأخذ وقتاً أطول. كما أنه يتحدث عن التناقض . الفرح الحزن، الدمعة الضحكة ..

جميل ما كتبت ^_^

أهلاً بك .