الأربعاء، 30 يوليو 2008

يا دَماً لا تندلق أكثَر فأنا قَدْ أضيعُ ،

كانَ الموقف غَايَة في الألم. كيف كانت الدماء تئز ولا تتوقف. أكرهُ لوْنَ دمي كثيراً؛ الأحمر القاتم الذي يندلقُ بُسرعة جرّاء أي جُرح . لَمْ يكُن والدي مَوجُوداً والهاتفُ مُعطلُ ومُوبايلي بلا رصيدٍ يُذكر. الوَجع يزدَادُ، لَم أبكِ، اغرورقت عيناي بالدُّمُوع فجأة وبعدَها صرخُت صرخَة واحدةً ثُم توقفت. لا يجبُ أن أبكي معَ الألَمْ. دمي يبكي ولا يُريد شريكاً آخرَ.
- هل اتصل بالإسعاف ؟
- اذهبي للصيدلية . صاحتْ جُمانة من خلف الهاتف.
الصيدليّة يا جُمانة ؟ هل أنا قادرةٌ على المشي حتّى أذهب للصيدلية التي بالشارع الآخر، ولعلمك الشارع المُجاور سريع وهُو الشارع الذي يهابُه مُحمد لأن بينهُما ذكرياتٍ سيئٌة . طيَّب اتصلي بوالدك، فعلتُ فعلتُ.

أيُّ ألمٍ هذا الذّي تحشَّر في قدمي وخرجَ بغتةً ؟
آه آه الجُرح كبير جدَّاً وفَظيع.
سيَّارتي ليستْ مَعي ، أهل هُو فظيع كثيراً ؟ أستطيعُ أخذ سيارة أجرة والمجيء حالاً.
هُو كبير، الدم لا يتوقف ولا أدر ماذا أفعلُ.
إذا كان فظيعاً أنا قادم حالاً ، إن كان بإمكانك أن تسعفيه ريثما تنتظري سيَّارتي وأحملُك للمشفى سريعاً.
آه ! المشفى ؟ هل سيفتحُون الجُرح أكثر ؟
بالتَّأكيد .. ورُبما ..
إذاً سأحُاول أن أمسك عليهِ. أنتَ تعرفُ كَمْ أكرهُ المُستشفيات التي هُنا .

أنا أمسكُ بقدمي، أتلمسُ الجُرح وأئنُ ، قَدمي ترتجفُ : هل الجُرح عميقٌ جدَّاً ؟ هل بإمكاني إدخالُ اصبعي وتحسسُ نفسي من الدَّاخلِ ؟
أنا مُتوترة كثيراً. أفركُ جبيني بيدي، أحُك وجنتي. وأفكر : هل سأغرقُ في دميَ اليَوم ؟ هل سأغرقُ ؟

ليست هناك تعليقات: